الإثنين ١٦-١-٢٠٢٣
لقراءة المقال بالكامل على فيسبوك لابد من الضغط على الصورة.
في يوم ٨ أغسطس ٢٠٢٢ قام مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي ، عبر مذكرة من القضاء ، بإقتحام وتفتيش مقر إقامة الرئيس السابق دونالد ترامب في منتجع مار-أ – لاجو بحثاً عن ما وصف بأنها وثائق سرية للغاية قد أخذها ترامب معه من البيت الأبيض بعد إنتهاء ولايته بفوز جو بايدن بالرئاسة في ٢٠٢٠. إستمر التفتيش لمدة ٨ ساعات وبعدد كبير من المفتشين وأسفر عن نقل حوال ١٥ صندوق من الوثائق وتم وضع عدد منها على الأرض وتصويرها وعرضها في الإعلام بشكل مستمر لعدة أيام لكي يعرف كل فرد من الشعب الأمريكي عن هذه الواقعة. وكانت كل التعليقات من الإعلام المؤسسي وقتها سلبية للغاية حتى أن البعض تمادى إلى طلب محاكمة ترامب بتهمة الخيانة وإعدامه. وطبعاً قول ترامب أن السرية كانت قد رفعت عن هذه الوثائق قبل خروجها من البيت الأبيض لم يجد صدى إلا في الإعلام الحر الذي عتم عليه وتم حظره.
(١)
https://en.wikipedia.org/wiki/FBI_search_of_Mar-a-Lago
في يوم الجمعة ٦ يناير ٢٠٢٣ تم إنتخاب كفين مكارثي كرئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب بعد فوزهم في الأنتخابات النصفية التي أجريت في ٨ نوفمبر ٢٠٢٢ وفازوا فيها بأغلبية ليست كبيرة.
وفي يوم الإثنين ٩ يناير ٢٠٢٣ أعلن في الإعلام عن إكتشاف بعض الوثائق السرية في خزنة في دولاب بمكتب جو بايدن في جامعة بنسلفانيا حيث كان يعمل كرئيس لمجموعة “عصف ذهني” (think tank) ويقوم بإعطاء بعض المحاضرات منذ ٢٠١٨ بعد إنتهاء عمله كنائب رئيس لبراك أوباما. وكانت المعلومات عن هذه الوثائق وكيفية العثور عليها قليلة جداً ولم تأخذ حيز في الإعلام. ولكنها كان لها صدى مدوي لدي الإعلام الحر الذي حاول معرفة أكثر عنها. وكلما تكشف الأكثر كلما زاد الإندهاش.
يبدو أنه في أوائل نوفمبر من العام الماضي ٢٠٢٢ ، وتحسباً لفوز الديمقراطيين بمجلس النواب في إنتخابات ٨ من نفس الشهر ، قام عدد من محامي بايدن بجرد وإخلاء مكتبه في جامعة بنسلفانيا ووجدوا ما قيل أنه ١٠ وثائق سرية في خزنة في أحد الدواليب وتعود لتاريخ عمله كنائب رئيس أوباما أي في ٢٠١٦ أي منذ قرابة السبع سنوات. وقيل أن المحامين في الحال قاموا بالإتصال بالمسؤلين عن سجلات البيت الأبيض وأبلغوهم بوجود هذه الأوراق وتم التحفظ عليها بكل الخطوات القانونية. ومن ضمن هذه الخطوات إبلاغ وزارة العدل. وتم ذلك. وكله في ٢ نوفمبر ٢٠٢٢. وتم الإعلان عنه في ٩ يناير ٢٠٢٣ أي بعد شهرين من حدوثه. وأيضاً بعد الإنتخابات النصفية وبعد أنتخاب رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب. وطبعاً بايدن لم يكن رئيس للجمهورية بل كان نائباً له في الوقت الذي أخذ فيها هذه الوثائق ولذا لم يكن لديه صلاحية رفع السرية عنها كما فعل ترامب عندما إخذ الوثائق. ولذا فموقف بايدن أسوأ من موقف ترامب. وكون وجود وثائق بايدن في مكتب في جامعة لهو أكثر خطورة عن وجودها في بيت ترامب.
لم يقتصر الأمر على ذلك ولكن بعد هذا الإعلان بيومين تم الإعلان عن إكتشاف حزمة أخرى من هذه الوثائق السرية ، لكن هذه المرة في جراچ بيت بايدن بجانب عربته الكورفيت المفضلة! وكان دفاع بايدن أن الجراج مغلق لأن فيه عربيته الكورفيت! وبعد ذلك تم إصدار إعلان آخر أن وثيقة أخرى وجدت داخل البيت ولم يعلن عن أين داخل البيت ولا أي شئ عن هذه الوثيقة.
(٢)
https://www.cnn.com/2023/01/09/politics/joe-biden-classified-documents-upenn/index.html
من الطبيعي أن تتم مقارنة ما حدث لترامب في وقت إكتشاف الوثائق السرية في بيته بما حدث لبايدن في نفس الظروف بل وأسوأ منها لأن ترامب كان رئيس للجمهورية وله صلاحية رفع السرية عن هذه الوثائق لكن بايدن كان نائب للرئيس ولم يكن لديه هذه الصلاحية. وترامب إحتفظ بهذه الوثائق في بيته وفي صناديق مغلقة داخل خزنته وكان في تعاون مستمر مع العاملين في أرشيف البيت الأبيض لتحديد الوثائق التي يسمح له بالإحتفاظ بها وما لابد أن يعود لأرشيف البيت الأبيض. ولكن أوراق بايدن كانت مهملة في أماكن يمكن لأي شخص الإطلاع عليها ولم يكن هناك أي تعاون مع أرشيف البيت الأبيض قبل إبلاغهم بوجود هذه الوثائق.
والتساؤل الآن هو لماذا تم الكشف عن كل ذلك الآن وبعد شهرين من إكتشافه وعندما توجد أغلبية من الحزب المعارض لرئيس الجمهورية في أغلبية مجلس النواب؟ كان يمكن إبقاء كل هذا في حيز الكتمان كما حدث بالنسبة لكل جرائم هانتر بايدن مع كل الأدلة الدامغة التي لدي مكتب التحقيقات الفدرالي. ولكن في حالة جو بايدن تم الكشف عنها بالرغم أنه تم إخفائها بمنتهي النجاح لمدة شهرين. لماذا؟
والآن بعد الإعلان عنها إعلامياً ، تقدم النائب العام “ميريك جارلاند” للإعلام بإسم المحقق الخاص الذي سيتولى التحقيق في هذه الواقعة. وبدأ فعلياً في إستجواب مساعدي بايدن الحاليين والسابقين عندما كان نائباً لرئيس الجمهورية.
(٣)
https://youtu.be/bZ0THU4CYHw
السؤال الملح الآن هو لماذا تم الإعلان الآن وبعد أكثر من شهرين عن هذه الوثائق؟
وهناك إجابة واحدة يتفق عليها أغلب المحللين السياسيين وهي أن القرار قد إتخذ من المسيطرين على الأمور في هذه الإدارة أنه حان الوقت للتخلص من بايدن. يبدو أنه بدأ يظن أنه الرئيس الفعلي حتى أنه مؤخراً اكد أنه سوف يترشح مرة أخرى للرئاسة في الانتخابات القادمة في ٢٠٢٤.
ولم يكتفي بذلك بل بدأ يتخذ قرارات من نفسه ويعلن عنها. وكان قد فعل ذلك مراراً قبل ذلك ولكن تمكن متخذي القرار في البيت الأبيض من العودة في هذه القرارات ، لكن الآن بدأ بايدن يخرج عن السيطرة ويعلن عن قراراته ، والوضع العالمي لا يتحمل ذلك بعد التصعيد الكبير في الحرب الأوكرانية والتجهيز الواضح من روسيا للمواجهة.
بالرغم من التحسن السطحي للإقتصاد الأمريكي بعد رفع الفائدة من البنك المركزي الأمريكي ، إلا أن كثرة طبع الأوراق المالية وصل لحد يصعب فيه التحكم في قوة الدولار. ذلك مع الهجوم الشرقي عليه وإنحياز باقي العالم ، خارج النطاق الغربي ، للدول الشرقية في السعي للانضمام للبريكس ومنظمة تعاون شانجهاي والتكتلات الإقتصادية الشرقية ، كله يضعف مكانة الدولار عالمياً. ولذا فأمريكا لا يمكنها المخاطرة بوجود مثل بايدن في الرئاسة في هذه الفترة الحرجة.
هل فعلاً طلب منه التنحي معتذراً بحالته الصحية ورفض؟ قد يكون ذلك هو سبب الأتجاه إلى محاولة إقصائه بهذه الطريقة. ولو إستدعى الأمر سيدخل سجل هانتر بايدن أيضاً في الموضوع. خصوصاً أنه كُشِفَ عن كم التبرعات الصينية التي ذهبت لجامعة بنسيلفانيا مع وجود جو بايدن هناك. وشبهة تورط جو بايدن في تعاملات مادية عبر ولده هانتر قوية بالدرجة التي قد تفتضح مع وجود أغلبية جمهورية في مجلس النواب.
الفضائح الأمريكية لها طابع خاص ، إذ أنه لا يمكن التعويل على أي شخص البقاء في مركزه حتى لو رئيس الجمهورية. لو لم ينصاع للمافيا الخزارية أو لو حاربها مثلما فعل جون كيندي وأخوه روبرت فكان مصيرهما الإغتيال ، ولكن الأكثر حنكة من الرؤساء مثل ترامب يتفادون المواجهة معها. أما جو بايدن فظن أنه يمكنه الإكمال لإنهم هم الذين جاؤا به للرئاسة ، ولكنه أخطأ التقدير وقد يطيحوا به للتخلص منه. فهم الآن في معركة مصير مع باقي العالم ولابد من وجود إما رئيس مطيع جداً في الواجهة أو واحد منهم.
حفظ الله العالم من الإشرار

روابط المقال

(١)
https://en.wikipedia.org/wiki/FBI_search_of_Mar-a-Lago
(٢)
https://www.cnn.com/2023/01/09/politics/joe-biden-classified-documents-upenn/index.html
(٣)
https://youtu.be/bZ0THU4CYHw

لإخطار شخصي برابط المقال إتبع حسابي
على صفحتي على فيسبوك
https://www.facebook.com/aidaawadlovesegypt/
وعلي تويتر
‏https://twitter.com.AidaNAwad
وعلي الموقع الإلكتروني
‏aidaawad.wordpress.com
وعلى telegram
‏https://t.me/joinchat/AAAAAEq9CJKOKB5-q3jBJw
وعلى MeWe
http://MeWe.com/join/aidaawad
وعلى إنستاجرام
https://www.instagram .com/aidantawad
وجروب صوت مصر••••(اصدقاء الكاتبة عايدة عوض)
https://www.facebook.com/groups/180398856924599