من أول ما قرأت في هذا الصباح كان عنوان الخبر يثير فضولي إذ كان: “هل يجوز الإحتفال بالكريسماس ورأس السنة الميلادية.. الأزهر والإفتاء يحسمان الجدل” فقرأت المقال بالكامل لأنه أمر يهمني بعد سنوات من الجدال في هذا الموضوع الحساس إلى حد كبير بين أبناء الوطن الواحد. وجدت أني سعيدة الحظ فعلاً بأن ولدت من أكثر من ٧٥ سنة مضت (يعني أكبر من دولة إسرائيل المزعومة 😂) وأني عايشت في صغرى وشبابي مصر الجميلة التي لم يكن بها تعصب ديني أعمى يجبر أبنائها على الفرقة. صحيح كانت هناك جماعة الإخوان المسلمين التي كان لها يد طولة في هذه التفرقة ، ولكنها لم تكن ذات تأثير في الناس لأن الأزهر كان له الكلمة العليا والفاصلة في أي أمور خاصة بالدين. ولذا ساد السلام وسادت المحبة بين أبناء مصر من الديانتين المسيحية والإسلام. وكذلك مع اليهودية التي كان لها بعض من المنتمين إليها يعيشون هنا في مصر (وحتى في حارة إسمها حارة اليهود ، وفي معابد لممارسة شعائرهم الدينية). ولكن عندما بدأت”بريطانيا العظمى” تحاول تطبيق أسلوبها القذر في السيطرة على الشعب ، بدأت بتطبيق مقولتها البغيضة: فَرَق تَسُد. ووجدت أن الشعب المصري ، بكل طوائفه ودياناته ، شعب يحب دينه ويتبعه عن عقيدة وإيمان ، فكان عليها إستخدام هذه الأديان لتفرق بين الناس. وبدأت الخطة اللعينة من التفرقة. وبما أن أساس الأديان كلها واحد ، فكان عليهم أستخدام الحيل والتفاسير المغلوطة لما جاء في الأديان لعمل فجوة بين المفاهيم ولزرع شئ أبعد ما يكون من أصول أي دين ، وهي :الكراهية. كل الأديان تحث على السلام والمحبة ولم الشمل والتعاطف والبر والإحسان وحسن التعامل وقبول الآخر. ولكن هذه المبادئ البديهية في أي دين كان على الإستعمار البريطاني أن يطيح بها ويزرع بدلاً منها الفرقة والكراهية لكي ينقلب أبناء الشعب الواحد على بعضهم البعض وبذلك يسود المستعمر على الجميع. لم تطبق بريطانيا ، التي لُقِبَت بكلمة “العظمي” بالخطأ ، هذه السياسة في مصر فقط ، بل وطبقتها في أغلب البلاد التي إستعمرتها ورأينا آثارها الكارثية في بلد مثل الهند وقبل أن يأتي غاندي ويحرر أفكار الهنود قبل أن يحرر البلاد من الإستعمار البريطاني. جاء تحرير مصر بتحرك الجيش المصرى الذي إنقلب على سلطة الملك الذي لم يكن بالقوة الكافية كي يتخلص من الإستعمار. وبعد فترة وجيزة تم تحرير مصر من المستعمر الذي جثم على صدرها لسنوات طوال ، يعيث فساداً في الأرض وينهب ثرواتها ويذل أبنائها ويفرق بين الأخ وأخيه. وكان المنقلبين على حكم الملك مجموعة صغيرة من صغار ضباط الجيش وليس لديهم أي خبرة في إدارة البلاد. وخصوصاً بلدٍ كبيرة مثل مصر ، بها عدد كبير نسبياً من المواطنين وبها ثروات طائلة تجعلها محط أطماع الكثيرين. وحاولت جماعة الإخوان المسلمين السيطرة على أفكار “الضباط الأحرار” ولكن وقف لهم جمال عبد الناصر بالمرصاد وكان أول زعيم مصري يقوم بتحجيمهم وسجن وحاكم سيد قطب المتطرف والذي كان تحت تأثير نفوذه قد أسس الذراع المسلح للجماعة التي بدأت أعمال العنف الإغتيالات السياسية وحتى وصلت لحرق القاهرة. ومنذ ذلك التاريخ وهذه الجماعة بدأت في طمعها في الحكم ، والذي كبر ليضم ليس فقط مصر بل وباقي الدول العربية تحت لواء “الإسلام” الذي حوروه ليساعد في وصولهم للحكم. وبدلاً من تطبيق الإسلام الصحيح بكل سماحته وتقبله للآخر وأقصى درجات التآخي وقبول الغير المختلف ، أصبحوا يطبقون كل ما هو غير ذلك ويسمونه إسلاماً. فالدين الذي قال “فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ” وقال أيضاً “لكم دينكم ولي دين ” فهذا دين غاية في السماحة والمحبة للغير ، وهذا هو الدين الذي تعامل به الآخرين معي ، نشأت في وسطه وعرفته في طفولتي وفي شبابي. ولكن بعد أن بدأت جماعة الإخوان المسلمين في عملها بين الناس ، وكان غرضها مثل غرض من أسسها من الإنجليز هو الوصول للسلطة وحكم البلد ، فكان لابد من إستخدام أسلوبهم : فرق تسد. ولذا بدأ الإنحراف في التفسير لهذا الدين السمح وبدأت الإتجاهات المتشددة تسيطر على بعض المساجد والكثير من المدارس في أواخر حكم السادات وفي أثناء حكم مبارك الذي ترك للإخوان العنان في خدمة الشعب بعد أن أهمل كل هذه الخدمات من تعليم لصحة لمواصلات لثقافة إلخ. وتوغلت جماعة الإخوان المسلمين في داخل الشعب المصري الذي وجد فيها بديلاً للخدمات التي كانت من المفروض أن تقدمها الدولة له. وبدأ الاتجاه نحو التدين المتشدد ، وهذا بالمساعدات المادية من بعض دول الخليج التي حثها هنري كيسنجر على ذلك “لتصبح هي الرائدة للمنطقة وليست مصر التي ليس بها الأماكن المقدسة الإسلامية”. وكان الهدف الأول في الهجوم هو الأزهر بعلمائه وجامعته ومدارسه. ومع إنشغال مبارك في المحافظة على كرسيه وتوريثه لإبنه ، ترك العنان للإخوان ينشرون أفكارهم المتطرفة ويدرسونها على أنها الدين الصحيح في محاولات للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين في مصر لإلهاء الشعب كي يصلوا للحكم. وأصبح الشعب مهيأ لذلك عند تطبيق “الربيع العربي” الذي أطاح بمبارك وأتى بالإخوان في الحكم وتحقق حلمهم ولم يكونوا جاهزين له لإدارة بلد في حجم مصر. ولكن طفح على سطح المجتمع كل الإيقاع بين أعضاء الديانتين في وقت تولي الإخوان للحكم. وكانت هذه هي النار الشافية. ففطن الشعب لما يحاك ضده وكان أول من قام بالدفاع عن المسيحيين المصريين هم المسلمين من الشعب. فرب ضارة نافعة. إعتلاء الإخوان الحكم في مصر كشفهم للشعب المصري الأصيل الذي لفظهم وسرعان ما طالب بطردهم ونزل للشوارع يطلب ذلك ولبى الجيش الوطني ندائه وفعلاً تخلص من حكم الإخوان. وتلى ذلك فترة عصيبة على الشعب المصري عندما جن جنون الجماعة وبدأت الإنتقام من الشعب بتفجير وحرق الكنائس بمن فيها من مصلين ، ثم عندما تلاحم الشعب كله في الدفاع عن المسيحيين ، بدأت الجماعة في مهاجمة كل طوائف الشعب من مسلمين ومسيحيين حتى وصلت لتفجير أحد المساجد في سيناء. وأتضح جلياً للشعب أن هذه جماعة مارقة ولا تمت بصلة للإسلام وبدأ يحاربها على المستوى الشعبي باقصاء أعضائها من المجتمع. ولكنها كانت قد تغلغلت بشكل واسع جداً في المجتمع وخصوصاً في الجوامع والمدارس والأهم في الأزهر. وبدأت حكومة السيسي الجديدة العمل الصعب جداً في رأب الصدع المجتمعي الذي تفشي لسنين طويله. ولكن بالمثابرة وبالعمل الدؤوب وبمحاولة تغيير نظم التعليم ، بدأت تظهر بعض البوادر الإيجابية في مساواة التعامل مع المواطنين دون التفريق بين الاديان. وبدأ مبدأ المواطنة يجد صدى لدي الشعب الأصيل الذي كان قد تم تضليل البعض منه تحت ستار الدين. وبعد ٣٠ سنة من تغلغل نفوذ الإخوان في المجتمع ، بدأت تظهر علامات التآخي بين الديانتين التي هي الأصل في مصر طفولتي وشبابي. فبدأت تعود مظاهر الإحتفال بعيد الميلاد المجيد في المتاجر والمولات وبدأت آثار البهجة ومشاركة الشعب كله فيها تعم البلد. ولكن مازال للإخوان بعض العاملين داخل البلد ومازالوا يحاربون وحدة الشعب ويحاولون الإيقاع ليس بين الديانتين فقط ولكن أيضاً بين الشعب والقيادة. واليوم في المقالة التالية وجدت العلامة الفارقة التي تؤكد أصالة الشعب المصرى الحضاري حيث يقوم الأزهر ودار الإفتاء بتصحيح المفاهيم وبطريقة واضحة لا لبس فيها بالنسبة لواحدة من أهم ظواهر التآخي والوحدة الوطنية وهي تبادل التهنئة بالأعياد بين المسلمين والمسيحيين. (١) https://www.elbalad.news/6056937 ربنا يديم علينا نعمة المحبة والتآخي لاننا كلنا في الأصل مصريين ، وكلنا بالفطرة متدينين ، وكل ما علينا هو العودة لأصولنا في الفهم الصحيح للأديان التي كلها تحث على التسامح والتعايش السلمي مع الآخرين وعلى المحبة المتبادلة وعلى عمل الخير للجميع. كل سنة وكلنا طيبين بمناسبة رأس السنة الميلادية والكريسماس الذي يأتي للمسيحيين المصريين في يوم ٧ يناير. ربي أحفظ مصر والمصريين في سلام وأمان وارفع عنا البلاء والازمات وأنعم علينا بالرخاء والسلام والمحبة.
يبدو أن كل المشاكل تتركز في منطقة الشرق الأوسط في هذا الإسبوع الأخير من العام، فالحرب على غزة تزداد حدتها ومحاولات إستصدار قرار ملزم من مجلس الأمن يصعب مع محاورات أمريكا للتسويف. والوضع المسكوت عنه في السودان قارب الوصول إلى تفتيت ما تبقى منه إلى أربع مناطق مختلفة مع تشريد الملايين من السودانيين، غير الاستعدادات الغربية لخوض حرب في البحر الأحمر إبتداءً من اليمن ووصولاً إلى إيران. الأسبوع الأخير في ٢٠٢٣ يبدو أنه تحضير لبداية الحرب العالمية الشاملة في الشرق الأوسط ، ولكن هذا لا يعنى أن باقي العالم ، خصوصا في الشرق الأقصى في هدوء. فهناك تحركات أمريكية – طبعاً مصحوبة ببعض “حلفائها ” – في محاولة تأجيج الوضع بالنسبة لتايوان لبدء حرب مع الصين. والحرب في أوكرانيا مازالت دائرة لكن روسيا فيها المنتصرة وتأخذ وقتها لتسيطر على باقي الأجزاء التي كانت في الأصل روسية. السودان يبدو أن الأوضاع في السودان في غاية الخطورة وان المجازر التي تحدث هناك ببشاعة ما يحدث في غزة ، ولكن المأساة هي انها حرباً أهلية بين السودانيين أنفسهم. فما يحدث بين الجيش السوداني وبين مليشيات حميدتي لهو حرباً أهلية على السلطة. وطبعاً الأيدي الخفية التي تؤجج هذه الحرب كثيرة ومتعددة المصالح. وللأسف متورط فيها دولاً مثيرة والبعض منها من المفترض أنها صديقة. لكن للأسف إعلاء المصالح الشخصية فوق المصلحة العامة هي التي أوصلت السودان الشقيق إلى ما هو عليه الآن. وهذا الوضع بطبيعة الحال يقلق مصر بشدة لأن إمتداد أمن مصر القومي هو أمن السودان. الم يكفي الوضع المتدهور في ليبيا على حدودنا الغربية ، والأكثر تدهوراً على حدودنا الشرقية ، فلابد من تدهو أمنى أيضاً على حدودنا الجنوبية؟ هل إكتملت الحلقة حول مصر في محاولة إسقاطها؟ لكن لا ، مصر محروسة من قديم الزمان وربنا بيكرمها بابنائها البارين بها وبشعبها. وآخر أخبار السودان هي إحتمال إجتماع البرهان وحميدتي يوم الخميس لمحاولة وصول إلى أتفاق يوقف القتال. (١) https://www.skynewsarabia.com/tag?s=%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86 ولكن للأسف في آخر لحظة تعذر عقد اللقاء بينهما لأسباب فنية تتعلق بقائد الدعم السريع. غزة أما الوضع في غزة فالإبادة العرقية مازالت سارية وبنفس الوتيرة السريعة لأن إسراأيل أصبحت الآن في وضع حرج قد يصيبها الإنهيار في أي لحظة لو تخلت عنها أمريكا. فنجد في تصرفات بنيامين نتنياهو الشئ وعكسه. فمازالت نبرة التعالى والإفتخار واضحة في كل تصريحاته ، إلا عندما يظهر التخوفات من عدد قتلى جيشه أو من محاولات أمريكا خفض وتيرة الإبادة الجماعية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية. ولكن حتى الآن أمريكا لم تتخذ أي قرار لإيقاف هذه المذابح ، بل وإتخذت قرارات بالمساعدات المادية وحتى بالمساعدة بالتمويل وبالإمداد بالسلاح والذخيرة التي ينفذون بها جرائم الحرب التي أصبحت أمريكا نفسها متواطئة فيها. (٢) https://www.france24.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7/20231225-%F0%9F%94%B4-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%B1-%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D9%85%D8%A6%D8%A9-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%86%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D9%8A%D8%AA%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D8%A8%D8%AA%D9%83%D8%AB%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85 اليمن إما اليمن فقد ظهر فجأة على الساحة على أنه أحد البلاد القليلة التي إتخذت إجراءات فعلية على الارض لمساعدة فلسطين وللوقوف والتصدى للعدوان الإسرائيلي وذلك بإستهدافها للسفن المتجهة لإسرائيل محملة بكل ما تحتاجه من الخارج ، وايقافها عند باب المندب وتهديدها وتحويل مسارها. وبذلك تكون اليمن قد اقامت نوع من الحصار التجاري على إسرائيل التي هي نفسها كانت تقوم به ضد غزة. ولكن الوقع الحقيقي لما يقوم به الحوثيين هو إستنزاف أمريكا. فيطلق الحوثيين عدة صواريخ ومسيرات كلها بدائية وزهيدة الثمن جداً ولكن تقوم أمريكا بالتصدي لها كلها عبر صواريخها التي لا يقل ثمن الواحد منها مليون دولار. ولذا عندما نقرأ إن الأسطول الأمريكي تمكن من تحييد ٥ مسيطرات من الحوثيين ، فلنعلم أن إمريكا قد تكبدت خسارة بعلى الأقل ٥ مليون دولار إن لم يكن إكثر. والجدير بالذكر أن إسرائيل تستورد الكثير من الخارج لعدم إكتفائها ذاتياً في مجالات الغذاء والطاقة ومواد التصنيع المختلفة. ولذا عندما بدأت الصين تتلكأ في توريد بعض مستلزمات الصناعة التي تحتاجها إسرائيل ، بدأت الأخيرة في الصراخ لأن هذه المستلزمات حيوية بالنسبة لتصنيعها للأسلحة. ولكن الأثر الأكبر هو على الإقتصاد عموماً والذي تاثر بدرجة كبيرة من إنحسار السياحة التي تعيش عليها إسرائيل والرابط التالي يشير إلى ما أصاب مدينة مثل إيلات من تدهور حيث تكاد تنهار مع تقلص العمل فيها وهجرة أعداد كبيرة من مواطنيها لعدم وجود عمل بها. (٣) https://arabic.rt.com/world/1524595-%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%AA%D9%85%D9%88%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B0%D8%A7%D8%A8/ تايوان تعتبر تايوان الوكيلة الثالثة التي لدي أمريكا والتي تستخدمها للقيام بإستنزاف واحدة من أعدائها. فكانت أوكرانيا الأولى لإستنزاف روسيا ، ثم إسرائيل الثانية لإستنزاف إيران والثالثة تايوان لإستنزاف الصين. ومنذ بدأت الصين الظهور على الساحة التجارية العالمية وأمريكا تقوم بكل ما في وسعها من خيل لهدم هذا التقدم الصيني. ولكن كانت أمريكا نفسها هي العامل المساعد الأكبر في إزدهار إقتصاد الصين. إذ أن الطمع الأمريكي في المال هو الذي جعل رجال الصناعة يختاروا نقل صناعاتهم للصين حيث الأيدي العاملة الرخيصة التي توفر لهم هامش ربح أكبر بكثير بدلاً من التصنيع في أمريكا الباهظة التكلفة لإرتفاع الأجور. ولذا عندما نقلوا المصانع إلى الصين كان لابد من نقل التكنولوجيا أيضاً لكي يتم تدريب العمالة على التصنيع. وهكذا بدأت النهضة التكنولوجية الصينية من حيث إنتهت النهضة التكنولوجية الأمريكية. وتمكنت الصين عبر سنين قليلة جداً من تطوير أغلب التكنولوجيا الأمريكية لتصبح أحدث وأسرع وأحسن من التكنولوجيا الأمريكية وكذلك أرخص لوجود أعداداً أكبر من العمال ، ولذا اصبحت المنافس الرأيين للصناعة والتجارة الأمريكية نفسها. ومن هنا بدأء الصراع الأمريكي مع الصين. وبدأت الصين تنتشر عالميا خصوصاً عبر مشروعها الحزام/ الطريق والذي تحاربها فيه أمريكا في كل مكان في العالم. ولكن وجدت أمريكا أنها لابد وأن تستنزف الصين عسكرياً ، ولذا بدأت تؤجج القلاقل بينها وبين تايوان التي تعتبر جزء لا يتجزأ من الصين. ولكن أمريكا تقوم باستفزاز الصين بارسال أسلحة لتايوان وبعض المستشاريين العسكريين ليساعدوها على “الإستقلال” من الصين. وهذا إعتداء صارخ على سيادة الصين. ولكن لدي الصين الثبات الإنفعالي الذي يوفر عليها الدخول في حرب مواجهة مع أمريكا لأن الصين تعرف أن هناك قوى داخلية في تايوان تريد العودة لحظيرة الصين. ولكن بدأت أمريكا تتحرش بالصين في جنوب بحر الصين وتضع جنود لها في قواعد عسكرية فلبينية في أكثر الجزر قرباً لتايوان ، وذلك لتهديد الصين بقرب القوات العسكرية الأمريكية التي يمكن إستخدامها في مساعدة تايوان لو إحتاج الأمر. وهذا تصعيد كبير جداً في التوتر بين أمريكا والصين. (٤) https://youtu.be/C3IdcQIiRSY?si=CtkmAOzEfEpskKWK مقترح الهدنة المصري في عالم مليء بالحروب والتحرشات لإندلاع حروب أخرى ، نرى مصر تقوم بكل مجهوداتها للوصول إلى هدنة في حرب غزة توطئةً لوقف القتال والبدء في المفاوضات لتسوية هذه المشكلة التي أبقتها إمريكا متأججة على مدار ٧٥ سنة لخدمة أغراضها في منطقة الشرق الأوسط بإقامة حروب تتربح منها بطرق مباشرة عبر بيع السلاح للطرفين ، وغير مباشرة بالإستحواذ على ثروات الدول التي تنهك في الحرب ، وبإعادة إعمار تلك التي تهدم من الحرب. ولكن أسلوب نصر هو وجود جيش قوي يحمي السلام ولا يسعى للحرب. فالرخاء في منظور مصر لا يأتي عبر الدمار كما تفعل أمريكا ، ولكنه يأتي بالعمل والإجتهاد والتعاون بين الدول في التجارة والصناعة التي ترتقي بكل الأطراف وبالتالي باقتصاد الدول وإرتفاع مستوى معيشة شعوبها. ولذا تقوم نصر الآن مع التحول العالمي إلى تعدد الأقطاب ، بمحاولات جادة للوصول إلى هدنةرفي الحرب في غزة ، على أساس ثلاث مراحل. المرحلة الأولى الوصول إلى هدنه لمدة أسبوع أو إسبوعين لتبادل الاسرى. وهذا شئ يريده الطرفان. ولكن الطرف الفلسطيني يريد وقف تام لإطلاق النار ، والطرف الإسرائيلي مجبر على هدنة لأنه تحت ضغط شديد جداً من عائلات الأسرى الإسرائيليين لدي حماس لعودتهم سالمين. ولكن الحكومة متخوفة من قبول هدنة لانها قد يتبعها المطلب الثاني في المبادة المصرية وهو وقف دائم لإطلاق للنار. وإسرائيل لا تريد ذلك لأنه سيعطي حماس فرصة لاعادة ترتيب صفوفها ويعطي فرصة للأهالي للعودة لأراضيهم حتى لو مدمرة تماماً ، وبذلك تكون إسرائيل قد فقدت الكثير دون جني أي مكاسب. وأيضاً أهم عامل هو لأن وقف إطلاق النار قد يتسبب في إقالة نتنياهو وإحالته للمحاكمة الجنائية داخل إسرائيل والمحاكمة الدولية الجنائية على جرائم الحرب التي إقترفها في فلسطين. أما النقطة الثالثة فهى أن تنسحب إسرائيل من القطاع وعودة النازحين إلى منازلهم وتشكيل حكومة تكنوقراط تحكم غزة والضفة الغربية لتكون حكومة مؤقتة وهي من أهم المراحل. وهذا مقترح أولي ويمكن بلورته بعد استلام ردود الأطراف المختلفة. (٥) https://rtarabic.com/middle_east/1524500-%D8%AE%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D9%84%D9%80rt-%D8%B9%D9%86-%D8%A8%D9%86%D9%88%D8%AF-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%84%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9/ وبالرغم من محاولات مصر الوصول إلى تهدئة ووقف لإطلاق النار يؤدي لبدء التفاوض على إعادة الأسرى والبدء في الحل السلمي ، إلا أن إسرائيل مصممة على إستكمال خطتها في التدمير وفي إخلاء باقي الأراضى المحتلة من الفلسطينيين. فاخر الأخبار جاءت من جنين في الضفة الغربية وإقتحام اسرائيلي لها ومواجهات ضارية. (٦)
https://arabic.rt.com/world/1524938-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%82%D8%AA%D8%AD%D9%85-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%AC%D9%86%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A5%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-%D9%86%D8%A7%D8%B1/ وليست مصر فقط التي تحاول إرساء السلام في العالم ، ولكن هناك أيضاً الصين وروسيا في عملهم الدؤوب خلال منظمة بريكس في محاولة الدفع بالسلام في المناطق المتوترة في العالم. ترأس بوتن لبريكس في العام القادم لهو من محاسن الصدف إذ أنه يبدو أن عام ٢٠٢٤ سيكون عاماً ساخناً بكل المقاييس. فليس هناك إنتخابات فقط في أمريكا ، ولكن هناك إنتخابات أيضاً في تايوان غير دول عديدة أخرى مثل أوكرانيا التي لغت الإنتخابات بها. وهذا الإستحقاق الدستوري قد يأتي بنتائج قد تغير مسار بعض الشعوب. ومن المنتظر أن تاتي أنتخابات تايوان بالحزب الموالي للصين وهذا قد يغير الكثير في وضع تايوان بالنسبة للصين حيث لا تسمح الحكومة الجديد بالتدخل الأمريكي في شئونها الداخلية. ومع تعدد الأقطاب ، وبدءً بإنحسار النفوذ الأمريكي عالمياً ، قد نجد تغيرات جذرية في أحكام المؤسسات الأممية التي تتحكم في مصير بلاد العالم. فغالباً قد يطرأ تغيير في تركيبة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بحيث يعطي تمثيلاً دائماً لكل القارات. وقد يلغى حق النقض في مجلس الأمن وتوضع معايير بإلزام التطبيق لقرارات الجمعية العامة ، وغيرها الكثير ، لكي تصبح هذه المؤسسات محايدة تماماً وتعمل لصالح جميع الدول وليست حكراً للبعض فقط كما هي الآن. نتمنى أن تكون ٢٠٢٤ أحسن حظاً من سابقتها وأن تنتهي فيها كل المشاكل التي بدأت قبل ذلك تحت لواء الحزب الديمقراطي الأمريكي ، ويبدأ العالم في التعافي والعودة لنوع أحسن من العدل ، عبر إرساء السلام الدائم في عالم متعدد الأقطاب. حفظ الله العالم من الأشرار وكل عام وانتم طيبين ونلتقي على خير في ٢٠٢٤ إن شاء الله.
منذ بدء إسرائيل لغزو غزة والوحشية التي تستخدمها مع الفلسطينيين ليس فقط في القصف المتواصل ولكن في الحصار ومنع الكهرباء والمياه والأكل والدواء والوقود عن الأهالي ، قرر الحوثيين في اليمن التضامن الفعال مع إخوانهم الفلسطينيين بأن تذوق إسرائيل ولو جزء من هذا الحرمان عبر حصار أقاموه على السفن المتجهة لإسرائيل عبر باب المندب. وقاموا أيضاً ببعض الرشقات الموجهة لإسرائيل بالطائرات المسيرة وبعض الصواريخ ، والتي لأنها ليست من النوع الباهظ الثمن والموجه بالأقمار الصناعية ، قد طاشت وناب مصر جانباً منها. لكن الفكرة واضحة والمساندة قوية وبدأت تحركات الحوثيين في إغلاق باب المندب للسفن المتجهة لإسرائيل يكون له أثر إيجابي ، ليس فقط على الاقتصاد الإسرائيلي ولكن على الإقتصاد العالمي وبالتالي الإقتصاد الغربي وبالأخص في أوروبا. وبما أن أسلوب أمريكا المعتاد عندما تريد الدخول في حرب ضد بلد بعينها هو اللجوء لتحالف من الدول الأوروبية بحيث يكون مجموع من يموتون ومجموع ما يصرف على الحرب من هؤلاء وليس من أمريكا نفسها ، ولذا أعلنت عن قيام تحالف للتصدى للحوثيين عند باب المندب وأنهم لو لم يكفوا عن أعمالهم العدائيه سيقصف التحالف اليمن. وأعلن أوستين عن هذا التحالف يوم الثلاثاء ١٩ ديسمبر وتكون من أمريكا وبريطانيا طبعاً ، وفرنسا وإسبانيا والبحرين وجزر سيشل وكندا وإيطاليا والنرويج وهولندا. ووضح أن كل الدول العربية ، وبالذات المطلة على البحر الأحمر ، رفضت الإنضمام. فقد طلب من كل من مصر والسعودية والإمارات الإنضمام ورفضت هذه الدول ولو أنها الأولى بحماية الملاحة في البحر الأحمر. ولكن في هذا الوضع بالذات فالتحالف مكون لحماية إسرائيل وليس لحماية الملاحة في البحر الأحمر. وعند الإنضمام لمثل هذا التحالف فيحق لأي بلد في التحالف رسو سفنها في موانئ أي بلد عضو في التحالف ، وهذا غير مقبول لهذه الدول العربية. أما موقف البحرين فهو مفهوم لأنها لديها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بحرية في الشرق الأوسط. وموقفها مثل موقف قطر مفهوم. فكل من هؤلاء يعتبر مستعمر من أمريكا ، كما هي مستعمرة جزء من سوريا وجزء من العراق. وصحيح أن هناك قواعد عسكرية أمريكية في بلاد عربية أخرى في المنطقة ولكن هذه البلاد لديها علاقات ندية مع أمريكا تعطيها شئ بسيط من السيطرة على مدى تأثير هذه القواعد داخل أراضيها. (١) https://youtu.be/EbkEtxLDuEU?si=PbTRG8dpEf11YlmA ولم تمر بضعة أيام على هذا التحالف ، وبعد الطنطنة الإعلامية التي قام بها الإعلام الغربي لما يمكن لهذا التحالف أن يقوم به لكل من يتجرأ ويقف أمامه ، وبدأت التشققات الداخلية تظهر على السطح ووضح أن الإعلام يلعب دور أقوى بكثير عن العسكرية في هذا التحالف. وبدأت بعض الدول الأساسية في هذا التحالف تضع بعض العراقيل أمام خطة أمريكا التوغل في هذه المنطقة من الشرق الأوسط. فنجد كل من فرنسا وأسبانيا وإيطاليا قد إعترضت على قصف اليمن وأنهم لن يشتركوا في ذلك. واعترضت أيضاً على أي نوع من الإعتراض العسكري لأي من السفن في البحر. وأن دورهم سيقتصر على حماية سفنهم المتواجده في هذه المنطقة فقط ولن يتدخلوا في أي هجوم على الحوثيين. وقالت فرنسا انها لن تشترك في أي تحالف خارج تحالف الناتو أو الإتحاد الأوروبي ، أي أنها لن تنضم لتحالف تترأسه أمريكا. (٢) https://x.com/sentdefender/status/1738430782291468598?s=20 وإقتصرت مشاركة كل من هولندا والنرويج بأرسال حوالي ١٠ ضباط بحريين لكل منهما إلى القاعدة الأمريكية في البحرين. وفي نفس الوقت قطعت ايران الخط على أمريكا في محاولة توريطها في أي اشتباكات في البحر الأحمر وبنفي أي صلة لها بالحوثيين. (٣) https://rcssegypt.com/16210 وهناك فرق بين هذا التحالف ومجموعة ١٥٣ المكونة من الكثير من الدول العربية ، بما فيهم اليمن ، لتقوم بحماية الملاحة في البحر الأحمر والتي كانت مصر مترئسة لها في الفترة من يونيو حتى ديسمبر من هذا العام ، ثم عادت رئاسته إلى أمريكا بعد ذلك. المعروف أن إسرائيل تعمل مع الصقور الأمريكية ومع شركات السلاح الأمريكية لتوريط أمريكا في مواجهة ساخنة مع إيران ، وذلك منذ عدة عقود وهي تخطط لذلك. واليوم يبدو أن الفرصة أحسن من أي وقت سابق لأن القطع البحرية الأمريكية موجودة فعلياً في الإقليم ، وهناك رئيس خرف في الحكم يمكن التأثير عليه بسهولة ، والصقور في الكونجرس وفي الإدارة الأمريكية شغوفين لحرب تعود عليهم جميعاً بالأموال الطائلة ، وخصوصاً بعد أن وقع بايدن على ميزانية الدفاع الأمريكية الجديدة للعام القادم والتى وصلت إلى ٨٨٦ مليار دولار. ولكن ، والحمد لله ، مازال هناك بعض العقلاء الوطنيين في أمريكا يحاربون كل هذه القوى التي تهرول نحو حرب عالمية فقط لتربحهم الشخصى ودون أي مسؤلية تجاه كل البلاد والشعوب التي ستدمرها مثل هذه الحرب. ولذا مازالت أمريكا لم تتورط في الحرب بعد ولكنها تقترب من ذلك بشكل واضح وذلك بمساندتها العمياء لإسرائيل فيما تقترفه من جرائم في غزة ، والأخطر فيما تنوي عليه من إعتداء على حزب الله في أواخر يناير القادم. بالرغم من وجود عدة سفن حربية تابعة لدول مختلفة في البحر الأحمر ، إلا أنه يبدو أن أغلبها لا تريد التورط في أي نوع من المواجهة الساخنة وكلها تريد فقط تأمين سفنها المارة من باب المندب. وهذا لأن التكاليف أصبحت باهظة لو زاد التأمين على هذه السفن أو لو إضطرت للذهاب عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتصميم هذه البلاد على حماية سفنها التجارية فقط في البحر الأحمر يرجع لأنها لا تريد أن تظهر بأنها تحمي السفن الإسرائيلية لعدم إثارة شعوبها التي تساند الفلسطينيين بشدة. وخصوصاً عدد من دول الإتحاد الأوروبي مثل أيرلندا واليونان وفرنسا والشعب البريطاني. وهذه القضية أظهرت أيضاً تصدعاً في علاقات الدول ببعضها البعض في داخل الإتحاد الأوروبي. سيتوقف تطور الوضع في البحر الأحمر وكذلك الإقليم على رد فعل أمريكا على كل ما يجرى فيه. فلو قررت أمريكا الدخول في الحرب ، إما في اليمن او في لبنان ، أو في الإثنين معاً ، فهذا قد يشعل المنطقة بأكملها ، وهذا هو تماماً ما تريده إسرائيل لأنها بذلك ستحول انظار العالم بعيداً عن جرائمها في غزة والضفة الغربية ومحاولاتها تهجير كل سكانهم خارج الأراضي المحتلة كي تفوز هي وحدها بهذه الأراضي : من النهر للبحر. ومن الواضح أن هذا التحالف بقيادة أمريكا له أغراض سياسية أيضاً. إذ أنه بالإنضمام الضمني له تعرب أي بلد عن وقوفها مع إسرائيل وضد الفلسطينيين. وكذلك إنضمام أي بلاد عربية لمثل هذا التحالف يعطي الإشارة إلى الإتجاه نحو الغرب والإبتعاد عن التحسن الملموس الذي طرأء مؤخراً على العلاقات مع إيران. وتكون بذلك أمريكا قد تمكنت من اثارة الخلافات مرة أخرى داخل الإقليم. لكن الوقت غير الوقت وقد مر زمن تأثير أمريكا القوى على البلاد العربية ، وخصوصاً الخليجية ، ولذا فرفضت كل من السعودية والإمارات الإشتراك في هذا التحالف خصيصاً لهذا السبب ، ورفضت كل من مصر والأردن الإشتراك في هذا التحالف لأنهما لن يقفا مع أي تحالف يحمي إسرائيل. ولذا فهذا التحالف مكتوب عليه الفشل كتحالف ، ولو أنه يمكن للإعلام الغربي أن يصوره على أنه إنتصاراً لنفوذ أمريكا في الشرق الأوسط. (٤) https://rtarabic.com/press/1522935-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%A8%D8%AF%D8%A3-%D8%AD%D8%B1%D8%A8%D8%A7-%D8%B9%D8%A8%D8%AB%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9/ مجرد تواجد هذا العدد الكبير من القطع الحربية المختلفة في مكان واحد هو خطر على السلم العالمي ، ولذا فأي شرارة ، حتى لو بالخطأ ، قد تشعل المنطقة بأكملها. وعندما قامت إسرائيل بإغتيال القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضى موساوي وهو في سوريا ، في قصف اسرائيلي علي حي السيدة زينب في دمشق ، إعتبر ذلك تصعيداً متعمداً من إسرائيل أسفر عن تهديدات إيرانية بالإحتفاظ بحق الرد في التوقيت من إختيارها وبالاسلوب الذي تراه مناسباً. ولذا قامت إسرائيل برفع درجات الإستعداد في القطاع الشمالى المتاخم لحدود لبنان ، وكان من الطبيعي أن ترتفع وتيرة القصف بين حزب الله وإسرائيل عبر هذه الحدود. (٥) https://rtarabic.com/middle_east/1524579-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81%D9%87-%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%AF-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B7%D9%86%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%81-/ لن تكف إسرائيل عن القصف بالرغم من عموم الهدوء في العالم الغربي بمناسبة عيد الميلاد المجيد. ولكن إسرائيل كدولة يهودية لا تعترف بذلك ولذا ستكمل في جرائمها الشنعاء ضد الإنسانية في الوقت الذي يحتفل فيه العالم المسيحي بذكرى ميلاد منقذ الإنسانية. وقد إقترفت أحدى جرائم الحرب البشعة مؤخراً عندما سلمت جثامين ٨٠ من الفلسطينيين الذين استشهدوا وقد تم تشويهها بسرقة بعض من أعضائها. وهذه جريمة حرب ولها أثر سلبى قوي على أقارب من توفوا حيث إنتهكت أجسادهم بهذه الطريقة البشعة. (٦) https://rtarabic.com/world/1524581-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%AA%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%AC%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%84-%D9%88%D9%85%D8%B4%D9%88%D9%87%D8%A9-%D9%87%D9%8A-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%83-%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AA/ وفي تصعيد آخر في الحرب الإقتصادية على إسرائيل أشارت إيران أنها لديها الصواريخ طويلة المدى التي تمكنها من السيطرة على مضيق جبل طارق بين المحيط الأطلسي والبحر المتوسط والذي تمر به السفن الإسرائيلية التي تحولت من المرور في البحر الأحمر وأخذت الطريق الأطول للوصول لإسرائيل عبير رأس الرجاء الصالح ثم عبر مضيق جبل طارق إلى البحر المتوسط للوصول إلى إسرائيل في شرق المتوسط. وبذلك نرى أن الحرب بدأت تتسع رقعتها ويمكن لإيران التهديد بغلق ليس فقط مضيق هرمز ولكن أيضاً مضيق جبل طارق. (٧) https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/4746171-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D8%A8%D8%A5%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D9%88%D9%85%D8%B6%D9%8A%D9%82-%D8%AC%D8%A8%D9%84-%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D9%82 ومع ذكر مضيق جبل طارق لابد من التطرق إلى مضيق آخر هام جدا للتجارة العالمية وهو مضيق ملقا في شرق اسيا بين سنغافورة وماليزيا والذي له تأثير كبير على تجارة الصين والتي تعمل أمريكا منذ زمن طويل على غلقة أمام الصين. ولكن ضمن خطة الصين تفادي مثل هذا الغلق قامت بجزء من مشروع الحزام\الطريق لتفادي المرور عبر هذا المضيق بتواجد طريق بري بديل. وهنا أيضاً تقوم أمريكا بالتضييق عليها بالقيام بهدم ما تبنية عبر “مجموعات إرهابية” في هذه المناطق. (٨) https://www.marefa.org/%D9%85%D8%B6%D9%8A%D9%82_%D9%85%D9%84%D9%82%D8%A7 وهنا لابد من الإشارة إلى الطريق البري المصرى بين العراق والأردن ومصر ومغزاه في التصدي لأي حصار اقتصادي على مصر عبر باب المندب ، وكيف أن مصر في خضم كل المشاكل المحيطة بها تعمل على كل الجبهات فلا تستعد عسكرياً فقط لمواجهة أي تهديد عسكرى لها ، ولكن أيضاً تعمل على مواجهة التهديدات الإقتصادية بالإستباق بالمشاريع التي تؤمنها. وهذا خط بحرى بري يؤمن مصر ضد غلق باب المندب (٩) https://www.i24news.tv/ar/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/1703373143-%D8%AE%D8%B7-%D8%A8%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86-%D9%88%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%83%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D9%84-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%B1-%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AF%D8%A8 الوضع العام الآن يتحول إلى حرب اقتصادية بجدارة وخصوصاً بالنسبة لخطوط الإمداد والتجارة العالمية. ولكن مازالت غزة وفلسطين هي القضية الأولى بالنسبة للحرب الساخنة وأصبحت حرب أوكرانيا في المرتبة الثانية لها بعد الإنتصارات التي تقوم بها روسيا هناك وقرب بدء المفاوضات على إستسلام أوكرانيا. حفظ الله العالم من ويلات الحروب.
سأل القاضى أندرو نابوليتانو السفير السابق اليستير كروك : هل العلاقة بين نتنياهو وبايدن تتجه نحو صدام؟ وأجابة اليستر كروك بنعم. بالتاكيد. إنهما على هذا المسار لأن هذا تماماً هو ما يريده نتنياهو. يريد إستخدام أمريكا لأنها هي التي تعوق خطته لحرب إستقلال جديدة لإسرائيل ، حرب كبيرة تمثل الحضارة الغربية ضد حماس وضد الشر في العالم. وهو يحتاج لذلك لأغراضه الساسية الشخصية في إسرائيل والصدام سيكون بوضوح بالنسبة لذلك ، وعلى حل الدولتين ، وحتى ما يحدث في غزة. والصدام الكبير بالطبع سيكون بالنسبة للبنان وهذا قادم قريباً. نابوليتانو: على ماذا سيكون الصدام بالنسبة للبنان؟ هل يتوقع نتنياهو أن أمريكا تضغط على إيران لتجبر حزب الله على عدم التدخل؟ كروك: غير محتمل ، لأنه من غير المرجح أن تفعل إيران ذلك ، أو حتى يمكنها فعل ذلك. الصدام آتي لأن حالياً أمريكا تعتمد بشكل واضح على مبعوثها ، مع الفرنسيين ، أن يقنعا حزب الله بأن ينسحب من جنوب لبنان إما خلف الليطاني أو على بعد ١١ كيلومتر من الحدود الجنوبية ، حتى يتمكن المستوطنين الإسرائيليين الذين نزحوا في بداية الصراع بعد ٧ أكتوبر ، يمكنهم العودة لبيوتهم وقُراهم ومدنهم بالقرب من الحدود الشمالية الإسرائيلية. ما كان قد إتفق عليه هو أن إسرائيل لن تقوم بالهجوم ومحاولة الإجهاز على حزب الله في أثناء هذه المفاوضات ، حيث يوافق حزب الله بمحض إرادته على الإنسحاب من لبنان. ولكن من الواضح أنهم يتوقعون أن يتم تدمير حزب الله أو تتم محاولة لتدميره لو أخفقت المفاوضات. وكخلفية لهذا الموضوع فهذه كانت الإقتراحات قبل حرب ٢٠٠٦ ، أي كانت الفكرة أن تدمر إسرائيل حزب الله ثم يتم إستبداله بقوات أمريكية وفرنسية على الحدود الجنوبية للبنان لحماية إسرائيل. وأنا أعرف حزب الله جيداً جداً فلن ينسحبوا من الحدود الجنوبية ، ووتيرة التراشقات العسكرية التي لم تصل إلى أقصى مداها مازالت مستمرة وبدأت تشتد كثيراً. فهذا الصدام آتي. وبالرغم عنها فأمريكا ستكون متورطة في ذلك لأنها هي التي قامت بالترتيب لذلك ، حيث يتمخض الأمر إلى الهجوم على حزب الله غالباً في أواخر يناير ، لأن هذا هو التاريخ الذي أعطاه وزير الدفاع الإسرائيلي للمستوطنين حين يمكنهم العودة لمنازلهم في شمال إسرائيل. وهذا يعني أنه بطريقة أو أخرى أن حزب الله لن يكون هناك. لا يريدون أن يروه عبر السياج وهذا ما أوضحه المستوطنين. لن يعودوا حتى يتم إزاحة حزب الله. ولذا فهناك التزام. نابوليتانو: إلا يتذكر نتنياهو آخر مره إسرائيل حاربت فيها حزب الله؟ فهل يظنون أن الجيش الإسرائيلي يمكنه المحاربة على جبهتين ، وهو بالكاد أثر في حماس في غزة؟ فهل يمكنه تحييد حزب الله في الشمال؟ كروك: اعتقد أن هذا غير وارد. ليس فقط غير وارد بل من المستحيل أن يحدث ذلك. وكما حدث في ٢٠٠٦ ستظن إسرائيل أنها تعرف أين توجد مخازن الإسلحة والذخيرة والصواريخ التابعة لحزب الله ، وستدعي أنها ستدمرها كما فعلت في ٢٠٠٦ ، وطبعاً لم تجدها وكانت معلومات مخابراتية خاطئة. ولا أعتقد أنه سيكون الوضع مختلف هذه المرة. ولحزب الله قوات خاصة ، القوات الحمراء رقم ١ ، على الحدود ومستعدة للدخول لإسرائيل في هذه الظروف ، أي أخذ المعركة إلى داخل إسرائيل ، وأكثر من ذلك لديهم حوال ١٥٠ الف صاروخ كروز الذكيّة مخبأة في لبنان. فلو هجمت إسرائيل فعلاً فسيكون الوضع جلل وكارثي بالنسبة لإسرائيل في إعتقادي. نابوليتانو: هل نعرف لو في هذا التاريخ ونحن نتحدث يوم ٢٣-١٢ فهل دخل حزب الله لإسرائيل؟ كروك: لا. لم يدخلوا إسرائيل برجالهم ولكنهم يقصفوهم من داخل الحدود اللبنانية وإسرائيل تقصفهم داخل لبنان ولكنهم لم يحركوا أي جنود. ولكن القوات الحمراء رقم ١ والتي تعدادها حوالي ٦-١٠ الاف رجل غاية في الخبرة في القتال وأعرف أنهم منتظرين هناك لتلقي الأوامر من السكرتير العام للدخول وأخذ الجليل. نابوليتانو: بالأمس تحدثت مع البروفيسور ميرشايمر وسألته عن رأيه في مدي قدرة الجيش الاسرائيلي في التأثير على قوة حماس في غزة. وأحب رأيك في ذلك. وهذا هو ما قاله: وعرض القاضي نابوليتانو جزء من حديثة مع البروفيسور حيث سألة: أعتقد أن إسرائيل قد خسرت الحملة الإعلامية بشكل كارثي فقول لي هل تركوا أي أثر في حماس؟ ميرشايمر: صعب جداً تقدير بدقة مدى الخسائر التي الحقوها بحماس لأنه لا توجد معلومات كافية. الإسرائيليين يتحكمون فيمن يدخل أو يغادر غزة وما يرونه ، فلا نجد الكثير من الحقائق الثابتة في الإعلام ، وهذا بما فيه الصحافة الإسرائيلية ، لكن شعوري أنا أنهم لم يبلوا بلأً حسناً على الإطلاق. فإولاً الإسرائيليين يتحكمون في حوالي ٤٠٪ فقط من غزة ، أي أن ال٦٠٪ المتبقية هي الأماكن التي يمكن لحماس التجول فيها ولا يمكن للإسرائيليين الوصول إليهم. ثانياً الإسرائيليين لم يتمكنوا من الوصول إلى أي من المختطفين وهذا مثير للدهشة ، وهذا دليل كبير على عدم قدراتهم على العثور على مقاتلي حماس. ثم لو نظرت لعدد الناس الذين قتلوهم الإسرائيليين ، وهم حوالي ٢٠ الف كما كنت قد قلت من قبل ، وأغلب الناس متوافقين على أن حوالي ٧٠٪ منهم من النساء والأطفال أي حوالي ١٤ الف ، وهذا يعنى أن الإسرائيليين قد قتلوا حوالي ٦ الاف رجل. أكيد ليسوا كل ال٦ الآف من مقاتلي حماس. أغلبهم أنا متأكد أنهم كانوا من المدنيين الأبرياء. فلنقل أن من ال٦ الاف ٤ الاف كانوا مدنيين وألفان من مقاتلي حماس. لا أعتقد أن هذه أرقام حقيقية ولكن لتتماشى مع الإسرائيليين في ذلك. أي انهم قتلوا ألفان من مقاتلي حماس ، وأغلب الناس قالوا أن لدى حماس بين ٣٠ و٤٠ الف مقاتل عندما بدأوا ، فلو هذا هو عددهم وقتل منهم ألفان فهذا يعني أنهم لديهم عدد كبير جداً من المقاتلين مازالوا في صفوفهم. وهنا إنتهى المقطع مع ميرشايمر وعاد نابوليتانو لسؤال كروك بالقول: لو أرقامه دقيقة وهو يستخدم الأرقام المعروفة عموماً وتقديراته التحليلية ، فالجيش الإسرائيلي قد قتل ١٨ الف مدني وألفان من مقاتلي حماس فقط ومتبقى حوالي ٢٨ الف منهم. ولا نعرف عدد القتلى من الجيش الإسرائلي لأن أسرائيل لا تعلن هذه الأرقام. ما رأيك في تحليل الأرقام؟ كروك: كما قال البروفيسور لا يمكنا إعطائك إلا رقم تقريبي بالنسبة للمقتولين من حماس ، ولكن ما يقوله هو صحيح في العموم. وأظن أن حماس قد فقدت ما بين الف لثلاثة الاف رجل من إجمالي ٣٠ الف. ولكنا لا نعرف ما هي خسائر الإسرائيليين لأنهم يكتمون على ذلك بشدة ولكن هناك إشاعات تسربت في الصحافة العبرية وليست الصحافة العالمية ، أن الخسائر أكبر بكثير جداً عما إعترفت به وسمح للإعلام أن ينشره ، وأينما نشرت قد تم رفعها. نابوليتانو: هل نتكلم عن المئات أم عن الآلاف بالنسبة للخسائر من الجيش الإسرائيلي؟ كروك: بالالاف ، ولكن أريد أن أأكد أن هذا لم يؤكد ، ولذا فلا نعرف. ولكن عموماً هناك شعور وتخوف أن خسائرهم أكبر بكثير عما يعترف به الجيش لأن كل شئ محظور من قبل الرقابة العسكرية. ولذا فلا نعرف. ولكنهم أكيد قد خسروا عتاد وسيارات لأننا يمكننا تأكيده عبر الفيديوهات التي تعرضها حماس وغيرها كل يوم ، لقد فقدوا الكثير والكثير من دبابات ميركوفا وحاملات الجنود ولذا فقد فقدوا رجال وبدون شك البروفيسور ميرشايمر على صواب. وهنا لابد أن نؤكد على نقطة هامة وهي أن بايدن قد ربط أمريكا لهذا الرهان الغير واقعي وهو أن الإسرائيليين ، كما قالوا من البداية ، سيدخلون غزة وسيدمرون حماس. ولم يحدث. وهذا يعنى أن كل ما نمر به وكل الغضب من عدم تطبيق وقف إطلاق النار عبر قرارات من الأمم المتحدة ، فالجميع أصبحوا غاية في الغضب من ذلك. فلماذا كل ذلك؟ فليس هناك أي منطق عسكري يستدعى كل هذا ، فهم في غزة بالدبابات ألخ ولكن حماس موجودة حوالي ٥٠-٦٠ متر تحت الأرض ولا تتعامل معهم في هذه المرحلة ويحتفظون بقواتهم. نابوليتانو: لنعود إلى بايدن ونتنياهو والصدام بينهما. فكلاهما لديه الكثير من المشاكل ، فنتنياهو لديه قضيتين جنائيتين وشعبيته ضعيفة جداً لشخصه ، بالرغم من أن الشعب الإسرائيلي قد ساند بأغلبية كبيرة جداً هذا الغزو الكارثي. أما بايدن فموقفه ضعيف جداً في استطلاعات الرأي أمام ترامب وآخرين من المرشحين الجمهوريين ويواجه إحتمالية عزله ، ولكن أهم من ذلك سيواجه الشعب الأمريكي الذي إشمأز من أعمال الجيش الإسرائيلي بهذه الأساليب مثل الجستابو ، فكم من الزمن سيمر قبل أن يفعل ما قاله صديقنا ماكس بلومنثول ويتصل بنتنياهو ليقول له توقف الآن وإلا لن تحصل على أي شئ آخر منا؟ كروك: أعرف أن هذا شعور عام في أمريكا ولكني لست متأكد من مدى مصداقيته لأنه بالنسبة للوضع السياسي لأمريكا ، وضع الكونجرس بالنسبة لأيباك (اللوبي الصهيوني) من حيث تأتي التمويلات لحملات الإنتخابات في أمريكا ، فما المدى الذي يمكنه مواجهة اللوبي ، أيباك ، ويواجهما ويقول أنه سيوقف كل المساندة لإسرائيل؟ فمازال هناك مساندة في أمريكا ، ليس من الشباب من ١٨ حتى سن ٣٤ ، لكن بين الأكبر سناً فمازال هناك مساندة لإسرائيل ، وليس بالضرورة لنتنياهو وليس للتصرفات الإسرائيلية ، ولكن للفكرة الأصلية لإسرائيل فمازال هناك مساندة عريضة في أمريكا. فهل يمكنه قطع المعونة؟ لا أعتقد. قد تكون أنت أقدر في هذا التقدير عني. ولكنه يقاد من نتنياهو ويظن أن هذه العملية العسكرية في غزة ستقود لنهاية حماس ، ومن الواضح أن هذا ليس الحال. نابوليتانو: لن تقود لنهاية حماس فحسب ، بل من الواضح أنها جرائم حرب ، والتي لا يمكن أن تقترف بدون المساندة المعنوية والعتاد والذخيرة الأمريكية. لقد أتهم فلاديمير بوتن بجريمة حرب لأنه أنقذ أطفالاً من منطقة عمليات عسكرية ونقلهم لمناطق آمنة. وهذه جرائم حرب مروعة مثل الجستابو والSS (الشرطة السرية النازية) ، فلو نتنياهو وفريقه معرضين للإتهام بجرائم حرب ، فهل جو بايدن وفريقه أيضاً معرضين لذلك ، لأنهم أعطوا الأدوات التي بدونها لا يمكن إقتراف هذه الجرائم ؟ كروك: أعتقد أن هذا هو الوضع فعلاً لأن هناك تورط مباشر ومساندة مباشرة عبر توريد الذخيرة والدبابات إلخ. ولكن هناك شئً مهماً لم نتطرق اليه وهو الغضب في مجلس الأمن ومن الدول الأوروبية وليس فقط من الدول العربية. فلننظر لما حدث في بلد مثل السعودية حيث تم إستطلاع رأي مؤخراً هناك قام به معهد واشنطن وهو ليس موالي لحماس بل بالعكس ، وأظهر الاستطلاع أن ٩٦٪ من السعوديين يرون أن الدول عربية عليها قطع كل علاقاتها مع إسرائيل في الحال وحتى يتم وقف إطلاق النار والآن ٤٠٪ يساندون حماس وهذا أعلى بكثير عما كان من قبل ، و ٩٥٪ من السعوديين لا يصدقون السرد الإسرائيلي عما حدث في ٧ أكتوبر من إغتصابات ونحر الرقاب وأشياء أخرى. فلا يصدقونها. فالإقليم فعلاً في حالة غليان ، ومع عدم وجود وقف لإطلاق النار فهذه مخاطرة كبيرة. وعندما يستخدم بايدن تكتيك إحتضان إسرائيل وإرسال كبار موظفي إدارته ليقولوا لهم نحبكم ونساندكم مهما حدث ، لتفادي مسبقاً أي نوع من الإنتقاد أن أمريكا لا تساند إسرائيل ، وفي نفس الوقت يحاول إستباق ما سيحدث في لبنان ، أو ضد اليمن والحوثيين ، أو في سوريا أو أي مكان آخر بأخذ أمريكا بزمام الأمر والسيطرة عليها وإدارتها. ولكن عندما ينهار كل ذلك ولا محالة من ذلك ، فتنجر أمريكا أكثر وأكثر في هذه الحرب. لقد تراجعت بالنسبة لليمن فلن تهاجم اليمن مباشرة بل ستقوم بحماية جوية للسفن ضد المسيرات اليمنية. بأطلاق صواريخ ب٢٥ مليون دولار على المسيرات اليمنية التي تتكلف ألفان دولار. وقد يقصف اليمنيين إحدى السفن الأمريكية. وأيضاً في لبنان يمكنها الدخول في هذه الحرب لأنها لو دمرت لبنان فعبء لبنان سيكون على أمريكا. وكان أوستين قد قالها صريحة لنتنياهو : أرجوك لا تهاجمهم حتى ننتهى من مفاوضاتنا معهم. فمن الواضح أن هناك ضوء أخضر بالنسبة لذلك. نابوليتانو: ونحن نتكلم أنه صباحاً في مدينة نيويورك والمندوبين يجتمعون في الأمم المتحدة ، إستعد أعضاء مجلس الأمن للتصويت على قرار مخفف تمامًا وربما يكون قرارًا عديم الفائدة ، الطريقة الوحيدة التي يمكنهم بها منع أمريكا من رفضه ، يطالب بالمعونة الإنسانية. ولا يستخدم الكلمة المخيفة والتي كان بلينكن وبايدن رفضا تضمينها وهي “وقف إطلاق النار” وسأعض كلمة سفيرة أمريكا للأمم المتحدة ليندا توماس جرين ثم نعلق عليها. جرين: لقد عملنا بجد واجتهاد على مدار الأسبوع الماضي مع الإماراتيين وآخرين ومع مصر لنصل إلى قرار يمكنا مساندته ولدينا قرار الآن ومستعدين للتصويت عليه. مسودة القرار لم تخفف ، مسودة القرار قوية جداً ومقبولة بالكامل من المجموعة العربية لأنها تعطيهم ما يشعرون بأنه مطلوب لتوصيل المساعدات الإنسانية على الأرض. نابوليتانو: من الذي فاز هنا؟ هل أمريكا فازت بجعل الجميع يوافقون على إيصال بعض الشاحنات ويستمر الجيش الإسرائيلي في قتله ؟ أم أن الضغط العالمي قد تسبب في أن تستسلم أمريكا كي يبدو أنه هناك نوع من الحراك ، أو -وأسف على طول السؤال – لا شئ يحدث في الواقع لوقف الذبح للمدنيين في غزة؟ كروك: نعم. هذا القرار يتماشي تماماً مع إسرائيل وسياساتها. فلا يوجد أي شئ آخر يقال. لقد عملوا بجهد شديد وهي صادقة في ذلك ليجدوا الكلمات التي لا تقول وقف إطلاق النار ولكن وقف قصير للأعمال العدائية وهذا مُحِيَ من المسودة والآن المسودة لا تشير إلى أي نوع من التوقف ولكن تقول ” خطوات عاجلة لتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار المستدام” ,بدون تاريخ أو توقيت. فلا يوجد أي شئً في ذلك. ولكن العن جزء والذي لم تشير إليه والذي هو له دلالة كبيرة وأساس هذا القرار كان لإعطاء الأمم المتحدة السيطرة على مواد الإغاثة الداخلة لغزة وسيكونوا هم المسؤلين عن تفتيشها والتأكد بعدم وجود أسلحة بها واهم شئ يكون هم من يأمروا بما هو مطلوب لتوريده لغزة، وهذا قد ألغي من المسودة بالقول أن الأمم المتحدة ستعين أحداً ليقوم بالتنسيق مع كل الأطراف المعنية عن ما يسمح بدخوله وكميته ومتى ، وهذا بطبيعة الحال هي إسرائيل. هذا قرار بدون أي معنى وهناك الكثير من الغضب منه بطبيعة الحال وأعتقد أنها غلطة. فقد كان أحسن أن ترفضه أمريكا عن تمرير مثل هذا القرار الذي لا يؤدي لأي شئ. نابوليتانو: وهل سيمتنع الجيش الإسرائيلي من قتل مفتشي الأمم المتحدة والمراقبين لأنه لم يتوقف عن قتلهم حتى الآن؟ كروك: وكانت هناك واقعة مؤخراً بالمعبر كرم أبو سالم الذي فتح حديثاً فقد تم الهجوم عليه وبعض من العاملين في الأمم المتحدة قد تأثروا. فإسرائيل تظل المسؤلة عن ما يدخل غزة وتقوم بتفتيشها ببطئ ورتابة لكل شاحنة بها مياه أو طعام أو أي شئ آخر ليتأكدوا أنه لا يوجد أي شئ مخبأة فيه. إذاً لا تغيير. نابوليتانو: كيف ترى هذا يتطور عبر الخمس أو ستة أشهر القادمة؟ في وقت ما ، أحدهم ، توني بلينكن أو جيك سوليفان ، قد قال أن العملية الحربية الثقيلة ستنتهى آخر العام ، وآخر العام سياتي بعد ٩ أيام ، فهذا لا يبدو واقعي اليس كذلك؟ كروك: لا. وفي الحقيقة أصبح الوضع أكثر حِدّة في الأيام الأخيرة. زادت الإعتداءات على غزة في ضراوتها. وأعتقد أن نقطة التحول ستأتي عندما الإسرائيليين أنفسهم ينقلبوا على الحكومة ويقولوا لها أنها لا تحقق أهدافها لأن حماس مازالت موجودة ، والآن تتكلمون عن أحدهم يتولى أمر غزة ونحن كنا نود أن يدمر كل شئ وتُخلى غزة. وفي هذه اللحظة سيكون هناك إحتياج لشئ يلفت الأنظار بعيداً عما يحدث ، وستبحث الحكومة عما يلفت الأنظار عنها ، قد تكون في الضفة الغربية ، أو في مسجد الأقصى ، أو في لبنان. وكما قلت فوتيرة القتال في لبنان تزداد حتى يصلوا إلى ذريعة ، وقد تكون عندما يقول المندوب الإسرائيلي المبعوث للبنان أنه أخفق في إقناع حزب الله بالإنسحاب وراء الليطاني. وطبعاً فهو لم يتحدث حتى مع حزب الله ، فهو يتكلم مع وسطاء ولا يبدو أن حزب الله يتعاطى مع هذه الأحاديث. نابوليتانو: انت مؤخراً نشرت مقالة عن الظاهرة الغريبة لليسار الإسرائيلي وكرهه لنتنياهو كشخص ، ولكن مساندين بالكامل للجهود لمحو غزة من الوجود. هل من العدل أن نقول أن أحداث ٧ إكتوبر وما حدث خلال الشهرين الماضيين قد وحد الشعب الإسرائيلي وراء الحكومة وسياساتها ولكن ليس وراء نتنياهو شخصياً؟ كروك: نعم. هذا التغير المهول الثاني الذي يحدث في إسرائيل. كان التغيير الأول قبل أكثر من عام مضى عندما كان هناك تدوير للأسماء وظهور العنصر المزراحي في المجتمع ، أي اليهود الذين أتوا من شمال إفريقيا أو من الشرق الأوسط ، وإنحازوا لأجندة جذرية للغاية ودفعوا الحكومة بشده نحو اليمين ، الآن وبعد ٧ أكتوبر نرى تغيير أكبر من ثلث الشعب لمساندة هذه السياسات التي كانت هذه الحكومة تدعو لها ، مثل زيادة المستوطنات في الضفة الغربية ، وإجراءات عسكرية أكثر صرامة في غزة ، وإنهاء فكرة حل الدولتين من الأصل. فلا يمكنهم العيش مع الفلسطينيين إطلاقاً فلابد من سحب الشعب وإخلائه. نابوليتانو: الف شكر صديقي اليستير كروك على الوقت الذي منحته لنا ونحن قريبين جداً من عيد الميلاد المجيد …… (١) https://www.youtube.com/live/kTyYMIZ1dJM?si=RxSvBdsyE1lg-U7U تعليقي على هذا الحديث: اليستير كروك عمل في المخابرات البريطانية وكذلك في سلكها الدبلوماسي وامضى وقت طويل في إسرائيل في محاولات التفاوض بين إسرائيل وحماس ولذا فهو يعرف الجانبين جيداً وعندما يتكلم عنهما فهذا من خبرته في التعامل الطويل معهما (٢) https://en.wikipedia.org/wiki/Alastair_Crooke أكثر ما يقلق فيما قاله اليستير كروك عن الوضع الحالي هو ما يراه أنها خطة مدبرة بين أمريكا وإسرائيل للهجوم على حزب الله في لبنان. وقد تكون هذه بداية الحرب العالمية في الشرق الأوسط. صحيح أنه قال أن إسرائيل ستحتاج لإلهاء الشعب وقد تكون هناك تحركات أخرى في الضفة الغربية أو في المسجد الأقصى أو حتى في سوريا أو أي مكان آخر ، ولكن إستهداف لبنان واضح في الخطط المرسومة من مطالبة حزب الله بالإنسحاب بعيداً عن حدود إسرائيل الشمالية. وهذا قد يعتبره حزب الله استفزازاً غير مقبول. ولكنه قد مارس ضبط النفس إلى أقصى درجة حتى الآن كي لا يدخل في حرب مع إسرائيل وتركها لحماس التي تبدو أنها تسيطر على الموقف في غزة وأن إسرائيل تفقد الكثير من افراد قواتها المسلحة حتى أن قوتها الخاصة المعروفة بكتيبة الجولاني قد إنسحبت من غزة بعد ان فقدت حوالى ثلث رجالها في مواجهات مع حماس. وقد تم عزل قائدها مؤخراً لأنه عرّض الكتيبة لمثل هذا الفقدان. (٣) https://youtu.be/ua8OMN4Ej0k?si=5Bi6VQllyvFMLuK2 واكد اليستير كروك أن أمريكا قد تراجعت عن فكرة قصف اليمن وإكتفت بمظلة جوية لحماية السفن من الهجمات الحوثية. فهل هذا توطئةً فعلاً للدخول في الحرب مع إيران بعد دخول إسرائيل في حرب مع حزب الله؟ وهنا لابد من أخذ كلام اليستر كروك بالكثير من الحذر لأنه أكيد كان ضابط في المخابرات البريطانية ولذا لا يمكن التكهن بالأجندة التي يتبعها في تصريحاته حتى لو كانت على منصات التواصل الإجتماعي. وكل ما يمكن عمله هو متابعة الأحداث عن قرب ومحاولة معرفة لو التحركات التي تقوم بها إسرائيل متوافقة مع ما يقوله اليستير كروك من استعداداتها للهجوم على حزب الله في اواخر يناير القادم. الصورة التي رسمها اليستير كروك لما يحدث في إسرائيل الآن تعطي إنطباع أنها في مأزق كبير عسكرياً وسياسياً وحتى إقتصادياً. ولكن الفَيصّل سيكون مدى مساندة أمريكا لها وما إذا وصل الحال بينهما إلى تخلي أمريكا عنها كما فعلت في السابق مع أوكرانيا ، لكن هذه المرة لدواعي الإنتخابات الرئاسية القادمة. بالنسبة للاقليم فمازال الوضع في غاية الخطورة لأنه يبدو أن أمريكا مصممة على خوض حرباً ليس مع إيران فقط بل وأيضاً مع الصين. أخر الأخبار تم إغتيال واحد من أبرز القيادات في الحرس الثوري الإيراني وهو في سوريا ، في قصف اسرائيلي علي حي السيدة زينب في دمشق . وهذا له أصداءً مما حدث في إغتيال قاسم سليماني من أمريكا في العراق منذ سنوات قليلة عندما كان ترامب في الرئاسة. وهذا الحادث له أصداء قوية وخصوصاً في هذه الظروف التي تحاول فيها إسرائيل إشعال الحرب مع حزب الله وبين أمريكا وإيران. وردت إيران بأنها تحتفظ بحق الرد على هذا الإغتيال الخسيس الذي هو إستمرار للتصرفات الإجرامية للكيان، في وقت وطريقة من إختيارها. ونتذكر أنها كانت قد ردت على إغتيال سليماني بدك معسكر أمريكي في العراق وكتمت أمريكا على عدد القتلى والجرحى من جراء ذلك. (٤) https://arabic.rt.com/world/1524211-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D9%86%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%B8-%D8%A8%D8%AD%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D8%AD%D8%B1%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%86/ ويعتبر ذلك تصعيداً قوياً من إسرائيل ضد كل من إيران وحزب الله. مقال الغد عن الوضع في البحر الأحمر حفظ الله العالم من ويلات الحروب
كلمة حماس هي الأحرف الأولى لإسم هذه المنظمة وهي: ح= حركة ، م= مقاومة ، اس= إسلامية. ولذا فحماس هي “حركة المقاومة الإسلامية”. كانت نشأتها تعود إلى جماعة الأخوان المسلمين في مصر. ففي ١٩٣٥ إتصل حسن البنا بفلسطين وفي ١٩٤٥ إفتتح أول فرع للجماعة في القدس وتم إفتتاح أول مقر رئيسي لها في ٢٥ نوفمبر ١٩٤٦ حيث أسس “عايش عميرة” أول شعبة للإخوان في غزة في ١٩٦٧ بعد إحتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية. ولم تشارك الجماعة في المقاومة بل فضلوا التركيز على الإصلاح الإجتماعي والديني. في أوائل الثمانينات تغيرت هذه النظرة وأصبحت المنظمات الإسلامية مشاركة أكثر في السياسة وكان رائد ذلك هو “أحمد يسين” الذي قيل أنه هو مؤسس حماس. ولد في عسقلان في ١٩٣٦ وفي ١٩٤٨ نزح مع عائلته إلى غزة وعندما كان عنده ١٦ عاماً وفي مصارعة ودية مع أحد رفاقة تعرض لحادثة كسر في فقرات عنقه أدت إلى شلل رباعي لازمه باقي حياته. وقرر دراسة العلوم الإسلامية ودرس في جامعة الأزهر بالقاهرة وحيث تعرف على الأفكار الإخوانية وحيث ترسخ إيمانه بأن فلسطين أرض إسلامية والذي أدى به إلى الأنخراط في المقاومة الفلسطينية. ولكنه لم يشتهر إلا في الإنتفاضة الأولى في ١٩٨٧ حيث أصبح رئيساً لتنظيم إسلامي جديد هو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ولكنه كان شديد الذكاء ولم تعوقه حالته الصحية و أصبح مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية ، ثم خطيباً ومدرساً في مساجد غزة حيث ذيع صيته لقوة خطبه وشجاعته تحت الإحتلال. وشارك في المظاهرات في غزة في ١٩٥٦ ضد العدوان الثلاثي على مصر ، وأعتقل عدة مرات من الإحتلال الإسرائيلي. في ١٩٨٧ إتفق أحمد يسين مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي الإخواني في غزة على تكوين تنظيم إسلامي يحارب إسرائيل لتحرير فلسطين. وهنا ولدت حماس. وكانت لها دور مهم في الأنتفاضة الأولى وإنتشر إسم أحمد يسين ونشطت حماس في إيقاظ القضية الفلسطينية التي كادت أن تموت. والرابط التالي نبذة عن حياة الشيخ أحمد إسماعيل يسين. (١) https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%86 اما حماس التي عاصرتها بعض البلدان في المنطقة ، فكانت حماس المنتمية للأخوان المسلمين والتي ساعدتهم في محاولات لزعزعة أنظمة الحكم بها لإعتلاء الإخوان للحكم كما حدث في مصر في ٢٠١١ حين ساعدت حماس على تهريب المسجونين الإخوان من السجون المصرية ، وساعدت في بدء العنف فيما سمي من الغرب ب”الربيع العربي”. ولذا لدى المصريين نظرة مختلفة بالنسبة لحماس على أنها جماعة إرهابية أصولها إخوانية وقد تواطأت مع الإخوان في قلب نظام الحكم في مصر ، وساعدت هذه الجماعة على الإعتلاء للحكم عبر القوة الجبرية بتهديد رجال حماس المتواجدين في سيناء عبر الأنفاق. وحتى بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ على الإخوان ، كانت حماس السلاح الذي هددت به جماعة الإخوان الجيش المصرى كي يتراجع عن مؤازرة الشعب في التخلص من حكم جماعة الإخوان. وفي ٢٠١٨ قامت مصر بتطهير سيناء من “الإرهاب” الذي تفشي فيها وكان ضمن هؤلاء أجزاء من حماس. وكانت حماس أيضاً ضالعة في التأجيج ضد حكم بشار الأسد في سوريا وحاولت بشتى الطرق تنفيذ المخطط الغربي في قلب نظام هذا الحكم لتمكين الإخوان من حكم سوريا أيضاً. ولكنهم فشلوا في ذلك أيضاً وكان ذلك بمساعدة كل من روسيا وايران للجيش السوري تحت قيادة بشار الأسد. وكان من المعروف لدى المصريين أن قيادات حماس هي من صُنع العدو الاسرائيلي ، لأنها كانت تنفذ الكثير من مخططاتهم وبدأت علامات الرخاء تظهر على هذه القيادة من أموال طائلة وبعدها إنتقلوا من غزة للعيش مع عائلاتهم إما في قطر أو تركيا. وإبتعاد هذه القيادات عن الرجال في الميدان في غزة ولد تباعد في الرؤى وفي الولاء لهذه القيادة من شباب حماس. وفي ٢٠١٧ أعلنت حماس فك ارتباطها التنظيمي بـجماعة الإخوان المسلمين وتحولت لتنظيم فلسطيني مستقل. ويقال أنها تلقت تمويلاً وتسليحاً من إيران وهي جزء من حركة النهضة الإسلامية التي تؤمن أن هذه النهضة هي المدخل الأساسي لهدفها وهو تحرير فلسطين كاملة من النهر إلى البحر. وهي أكبر الفصائل الفلسطينية تمثيلًا في المجلس التشريعي الفلسطيني حسب آخر إنتخابات تشريعية في فلسطين في ٢٠٠٦. وبالرغم من أن جذورها إسلامية ، إلا “أنها تعرف نفسها على أنها حركة تحرر وطني ذات فكر إسلامي وسطي معتدل، تحصر نضالها وعملها في قضية فلسطين، ولا تتدخل في شؤون الآخرين، تعمل على توفير الظروف الملائمة لتحقيق تحرر الشعب الفلسطيني وتحرير أرضه من الإحتلال الإسرائيلي، والتصدي للمشروع الصهيوني المدعوم من قبل قوى الاستعمار الحديث، وتحرير الأرض والقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وعودة اللاجئين والنازحين، وإنجاز المشروع الوطني الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الحقيقية، والعمل على خدمة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده بكل الوسائل وفي جميع المجالات، بما يمكنه من الصمود والثبات، وتحمل تبعات المواجهة مع الإحتلال الإسرائيلي” ومن أهم ما أعلنته في ٢٠١٧ أنها تعتبر “أرضَ فلسطين وقفاً إسلامياً ووطناً تاريخياً للفلسطينيين بعاصمتها القدس. تعتمد الحركة النظام المؤسساتي تنظيمياً، وتعتمد الشورى في اتخاذ القرار ممثلاً في مجلس شورى الحركة، تحصر الحركة مقاومتها ضد الإحتلال الإسرائيلي فقط، وليس لها أي معركة مع أي طرف في العالم، فهي لا تقاوم إلا من يقاتل الشعب الفلسطيني ويحتل أرضه ، والمقاومة عند حماس وسيلة وليست غاية.” وبذلك تعلن الحركة في ٢٠١٧ تنصلها من أي تدخلات كانت قد قامت بها في الأعوام السابقة في الدول العربية والمجاورة مثل مصر وسوريا وأنها عادت إلى الغرض الأصلى الذي قد تكونت لتحقيقه وهو تحرير أرض فلسطين من الإستعمار الإسرائيلي. وطبعاً هذا الإعلان أحدث فجوة بين القيادة القديمة التي كانت متورطة بشدة مع إسرائيل وكانت تأخذ ٣٠ مليون دولار شهرياً من التبرعات باسم فلسطين من إسرائيل عبر قطر. ولكن كثرة الأموال كان لها تأثير سلبي على هذه القيادة التي بدأت تحتجز الجزء الأكبر لنفسها وتبعث بالفتات لغزة. ولذا نجد أن هذه القيادات فضّلت العيش في قطر وتركيا للاستمتاع بكل هذه الأموال. ولذا ضعفت الصلة بينهم وبين شباب الحركة ويبدو أن خروج يحي السنوار من السجن الإسرائيلي والعودة لغزة كان بداية تغير جذري في هذه الحركة. ونتج عن ذلك تصنيفها منظمة إرهابية من كل من أمريكا والإتحاد الأوروبي وبريطانيا واليابان وكندا وأستراليا ونيوزيلاندا وإسرائيل ومنظمة الدول الأمريكية. (٢) https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3 وفي الرابط التالي يتكلم القاضي “أندرو نابوليتانو” مع السفير البريطاني “اليستر كروك” الذي عاش فترة طويلة في فلسطين عن مقابلته لأحمد ياسين والإنطباع الذي تركه لديه. وفي حديثه هذا قال أن أكد أحمد يسين للسفير كروك أن حركة حماس هي حركة تحرير وأصر انها حركة تحرير وليس التأكيد على إسلامية ، بل قال أن أساسها هي المقاومة الشعبية للإحتلال ، وترحب بإنضمام كل الأطياف والأديان لها في هذه المقاومة التي تهدف إلى تحرير فلسطين. وهذا في تضارب لما كان سائد في هذا الوقت من إعلاء الإسلاميين والإسلام السياسي وعقيدته وأيديولوجيته. وكان يسين يرفض ذلك كله فلا تطبيق للعقيدة بل كل العمل يتصل في التحرير من الإستعمار. وسأله القاضي نابوليتانو “ما هي حماس؟ هل هي عقيدة ؟ هل هي فكرة؟ ليست فقط المجموعة التي غزت إسرائيل في ٧ اكتوبر. هل هي حكومة شرعية تحكم؟” يرد كروك قائلاً: “أنه حتى ٢٠٠٦ كانت حكومة ولذا خاضوا هذه الإنتخابات. ولكن ذلك فضّته كوندوليزا رايس وتوني بلير. وفي إجتماع بعد ذلك لحماس بقيادتها إتهم الشباب القيادات بأنهم كانوا من السذاجة التي جعلتهم يظنون أن الغرب سيتركهم يحكمون هذا القطاع. والشئ الوحيد الذي يمكن عمله هو إحراق كل هذا والبدء من جديد. وهذا كان رد الفعل لحرمانهم من الحكم بعد أن أرادوا فعل ذلك. ومن هنا كانت نقطة التحول والتي أصبحت فيها حماس حركة تحرير. أصبحت حماس حركة تحرير ، ولكن بربطها بالأقصى فقد ربطوها بالحضارة الإسلامية من العلوم والآداب إلخ ولكن بعدم ربطها إلى حركة أو فرع من الإسلام ولكن للأقصى الممثل للحضارة بالكامل ولكنها ليست شيعية أو سنّية ، وليست إخوان مسلمين ، وليست وهابية ، وليست سلفية ، فبذكاء أعطو الحركة الطابع الإسلامي دون التقيد بأفكار معينة فأي مسلم أو أي مسيحي يريد الإنضمام في التحرير من الإستعمار يمكنه الإنضمام. ولذا هي الآن لديها هذه القوة التأثيرية لأنها تتناغم مع ما يحدث في العالم أجمع من إرث حركة “بان دونج” للتحرر في الخمسينيات ولكنها حركة جديدة للتحرر الآتية من العالم الجنوبي وباقي العالم الذي لا يريد الخضوع للهيمنة الغربية أو الإستعمار ويريد إستعادة سيادته. وهذا يتناغم مع الأخلاقيات العامة التي تبثها الصين وروسيا والبريكس ولها تداعيات أعرض وقد تفسر المساندة الكبيرة جداً لحماس على الأرض الآن ، وتمثل التحور من عالم القطب الواحد لعالم تعدد الأقطاب يعتمد على القيم الحضارية. وفي هذه الحاله أخلاقيات الحضارة الإسلامية والتي تواجدت من أكثر من الف عام. هي فكرة ، هي روح هي العدل بمعناه العريض والإستقلال الآدمي ولذا لا يمكن لإسرائيل عبر جيشها أن تهزمها.” (٣) https://www.youtube.com/live/ycaUEzFoZ3Q?si=6RpZCOfU2cFWylCH يتماشى حديث اليستر كروك مع ما يحدث على الأرض الآن من حماس والذي تسبب في حيرة كبيرة خصوصاً للشعب المصري الذي ترسخت لديه فكرة متأصلة عن أن حماس منظمة أو حركة إخوانية ولذا فهى معادية للشعب المصري التي ذاق منها الأمرين من أعمال إرهابية أراقت الكثير من الدماء المصرية. ولكن إعلان حماس في ٢٠١٧ يعتبر إعلان تبرئة لذمتهم مما كانت قد قامت به هذه الحركة من قبل تحت قيادتها القديمة وإعلان أنها لن تتدخل في الشئون الداخلية للغير وأن كل همها هو تحرير أراضي فلسطين من الإسرائيليين ، كل هذا لم يسمع به المصريين ولم يعرفوه. ولذا عندما قامت حماس بهجمتها في ٧ أكتوبر على إسرائيل ، كان هناك الكثير من المصريين غير متقبلين لذلك على أنه فعلاً محاولة لتحرير الأرض بدفع القضية الفلسطينية إلى صدارة الأخبار العالمية ولإحيائها من جديد قبل أن تقوم إسرائيل بخطتها المعلنة منذ زمن طويل بتهجير كل العرب خارج أراضي فلسطين ومحو إسم فلسطين من على الخريطة لتصبح هذه الرقعة كلها إسرائيل الكبري ولا تكتفي أن تكون من النهر (الأردني) إلى البحر (المتوسط) بل وتصبح إسرائيل الكبرى من النيل للفرات وتأخذ جزء من السعودية وكل الأردن وعلى الأقل جنوب لبنان للسيطرة على المياه وإجزاء كبيرة من سوريا والعراق. فالطموح الإسرائيلي في الأراضى غير محدود وهذا هو السبب الذي جعلها ترفض حتى اليوم الإعتراف بأي حدود ثابتة لها. وكان نتنياهو قد عرض في سبتمبر الماضي ، في أثناء إنعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك ، خريطة أشار فيها للمشروع الجديد الذي أعلن عنه في قمة العشرين لطريق موازي لقناة السويس لكنه يبدأ من الهند ويمر بالإمارات والسعودية والأردن وينتهي في إسرائيل لتكون البوابة للبحر المتوسط وعبره لأوروبا. وكان هذا الطريق لمنافسة االمشروع الصيني الحزام/الطريق ، ولمنافسة قناة السويس. والأهم في كل هذا أن الخريطة التي عرضها نتنياهو أظهرت كل الأراضي الفلسطينية تحت إسم إسرائيل ودون أي ذكر لكلمة فلسطين. وكانت هذه هى الشرارة التي أسرعت بخطط السنوار وحماس الجديدة الشابة وذراعها المسلح كتائب القسام. لأنه بعرض هذه الخريطة قد أعطى نتنياهو الضوء الأخضر لإستكمال الخطة الصهيونية ب”قص العشب” أولاً في غزة وتليها الضفة الغربية والقيام بالتهجير القسري لأهالي غزة لسيناء في مصر وأهالي الضفة الغربية إلى الأردن. وبذلك تحل إسرائيل مشكلتها التي تؤرقها وبذلك يمكنها إعلان الدولة اليهودية صرف ، لا يشاركها فيها العرب أو المسلمين والمسيحيين. من أهم الشواهد على تغيير حماس الجذري عن الجماعة الإرهابية التي كانت الأداة العسكرية لجماعة الإخوان ، هو المهنية التي قاموا بها في العمليات الثلاثة التي نفذت بمنتهى الإحكام والنجاح ضد المخابرات والأمن والدفاع الإسرائيلي في ٧ أكتوبر. إنتهزت إسراأيل هذه الفرصة وبدأت في تنفيذ خطتها في التخلص من الشعب الفلسطيني. ووجدت مقاومة قوية جداً من كل من مصر والأردن لفكرة تهجيرهم قسرياً للبلدين. فكان الحل الثاني هو الإبادة. وحرق الأرض حتى لا يتمكن من يفلت من الإبادة أن يعود ليعيش على هذه الأرض مرة أخروي. وبالرغم من إستخدام إسرائيل للرهائن المختطفين من المدنيين لدى حماس كسلاح ضدها ، إلا أن حماس الجديدة إستخدمت سلاح الإعلام ببراعة وبدأت في نشر مقتطفات عن هؤلاء المختطفين الذين بدأوا في إطلاق سراحهم لدواعي إنسانية. وتقارير هولاء المختطفين ، بعد عودتهم ، للصحافة الإسرائيلية صدمت الحكومة ولكنها أدهشت شعوب العالم. فكانت التقارير كلها إيجابية عن مدى التعامل الإنساني الذي لاقوه كمختطفين من رجال ونساء حماس المكلفين بحراستهم. ووقع ذلك على العالم كان شديداً حتى وضعت إسرائيل أمر تعتيم على هؤلاء العائدين من الإتصال بالإعلام الإسرائيلي أو أي جنسية أخرى. ولكن كان الضرر قد وقع على إسرائيل عندما تمت المقارنة بشكل فارق التعامل بين حماس للمختطفين وبين الجيش الإسرائيلي والمسجونين في سجون إسرائيل دون محاكمة. وهذا ايضاً إستغلته حماس المتعلمة والواعية باهمية الدعاية القوية ، فبثت الكثير من الفيديوهات للأسرى المختطفين عند إطلاق سراحهم وعلامات الوداع والصداقة التي كانت بين المُختَطَفين وخاطفيهم. إستخدام حماس للإعلام الموازي كان له كبير الأثر على التعاطف الذي لاقاه الشعب الفلسطيني في غزة من شعوب العالم. و”ضربة المعلم” كانت عندما سُئل أفراد حماس لماذا يعاملونهم بكل هذا الرفق والإعتناء ؟ كان الرد فوري وصريح أن هذه المعاملة هي ما يمليه عليهم دينهم. ومن ناحية أخرى قام الإعلام الحمساوي بدور كبير جداً في جذب خيال وإعجاب الشباب في العالم بالفيديوهات التي بثها لبعض العمليات العسكرية التي تقوم بها كتائب القسام ضد الجيش الاسرائيلي والتي لديه فيها بطولات واضحة من إنتصارات عبر الدهاء والشجاعة من أفراد حماس في التعامل مع العدو في حرب عصابات بين أنقاد غزة المحروقة. فالجيش الإسرائيلي غير مدرب على حرب العصابات ويعتمد كثيرا على حماية الأفراد داخل الدبابات والعربات المدرعة. ولكن أفراد حماس كانوا يصلون للمسافة صفر لوضع المتفجرات في هذه الدبابات والعربات ونسفها بمن فيها. والجيل الشاب في العالم لم يصدم من هذه المناظر بعد أن تعود على رؤيتها في الكثير من ألعاب الكومبيوتر في كل شبابه الصغير ، ولذا لم يكن لديها التأثير الطبيعي من الهلع بالنسبة للأرواح المفقودة ، بل أثارت فيهم روح المنافسة وكأنها أحدى ألعاب الكومبيوتر. ولكن ما أثارهم فعلاً كانت صور ضحايا القصف الإسرائيلي المتوحش خصوصاً من الأطفال الصغار الذين يرتعشون من جراء الصدمة والألم من جراحهم. وأستخدم الإعلام الحمساوي ذلك لأكبر درجة لأن إسرائيل أعطته مادة ثرية في هذا المجال. ولذا كان التعاطف العالمي مع الفلسطينيين والغضب والكراهية للإسرائيليين. وأظهر الجيش والقيادة الإسرائيلية غباء كبير في التعامل الإعلامي لهذه الحرب إذ أن تصرفات أفراد الجيش وكذلك القيادة بدت وكأنها متعمدة لإثارة غضب وإشمئزاز الشعوب. وكانت حادثة قتل الجيش الإسرائيلي لثلاثة من الرهائن المختطفين الذين نجحوا في الهروب من حماس وحاولوا تسليم انفسهم للجيش الإسرائيلي برفع راية بيضاء ، هي بمثابة تجسيد لكل ما هو مجرم ووحشي في تعامل الجيش الإسرائيلي ، وبمقارنته بما يفعلوه أفراد حماس من المحافظة على أرواح المختطفين والسهر على راحتهم وأمنهم ، كان له شديد الوقع على شعوب العالم. ليست هناك برامج كثيرة تتكلم عن تاريخ حماس ، ولكن هناك الكثير من الصور التي تروي قصص تحتاج لألف كلمة لسردها ، ولذا فحماس الآن تنتصر في الحرب الإعلامية ومذاكرت الحرب على الأرض. فهل حان الوقت ، مرة أخرى كما حدث من قبلهما في أوكرانيا ، أن تسحب أمريكا نفسها من المساندة العمياء لوكيلتها إسرائيل؟ من أهم ما قاله أليستر كروك أن حماس هي فكرة ، أو روح ، ولا يمكن أسرها أو قتلها بالحرب. بل قد تزيدها قوة وإصرار واستمرار. ولذا عندما سأل القاضي نابوليتانو أي من ضيوفه عن إمكانية الجيش الإسرائيلي من القضاء على حماس كما هو معلن من الجيش الإسرائيلي على أنه هدف هذه الحرب، والغالبية ردوا بالنفي لأنك لا تحارب فكرة بالقنابل والدبابات ، بل تحاربهم بنفس أسلوبهم. وهذا ما لم يفهمه الإسرائيليين. ويتفق هذا الموقف على الأرض من فكرة اليستر كروك أن حماس وجدت كل هذه المساندة الشعبية في العالم لأنها من الواضح أنها مجموعة من الشباب المدرب تدريب عالى ويتصرف بحكمة ومهنية شديدة، وأشعل الخيال العالمي بتجسيد روح مقاومة الإستعمار والعنصرية والسعي لعالم متعدد الأقطاب والعادلة بمعناها العريض كما كان قد وصفها اليستر كروك. مساندة شعوب العالم خارج النطاق العربي واضحة ، ولكن في داخل النطاق العربي مازال هناك رواسب من تصرفات حماس القديمة وتعاونها مع الإخوان ووقوفها ضد متطلبات الشعوب كما حدث في مصر ، مما يجعل تقبل حماس الجديده صعب على هذه الشعوب. وهذا عامل كبير لرفض كل من الشعب المصري والشعب الأردني فكرة إيواء الفلسطينيين داخل بلادهم. ليس فقط لأن ذلك ضار بالقضية نفسها ، ولكن أيضاً لأنه لا توجد ثقة في أنهم لن يقوموا بأعمال عدائية ضد إسرائيل من الأراضي المصرية أو الأردنية مما ينتج عنه إحتمالية كبيرة لنشوب حرب بين هذه الدول. الزمن وحده كفيل بالحكم.
تكهنات بمصير كل من فلسطين وإسرائيل مازال الوضع سائل جداً ولم نصل بعد لوقف لإطلاق النار عند كتابة هذا المقال ، ولذا فالكثير من التكهنات قد تبدو غريبة بعض الشئ بعد فوات بعض الوقت وبعد التطورات التي قد تطرأ على الأرض والتي لا نعرف بها الآن. ولكن هناك الكثير من الاشارات تدل على تغيرات كبيرة فى الوضع العالمي التي تؤثر في الوضع بالنسبة لهذه القضية. مع بدء ٢٠٢٤ وبدء منظمة بريكس بشكلها الموسع وتحت قيادة بوتن لهذا العام ، سيكون هناك نشاط وتحركات سياسية ودبلوماسية وإقتصادية كبيرة لها تأثير على الأوضاع الخاصة بالكثير من بلاد العالم وعلى موازين القوى العالمية. لا يمكن الإستهانة بقوة أمريكا بالرغم من بدء إمبراطوريتها في الإنهيار. ولكنها بلد كبير في المساحة وفي الموارد وعدد سكانها يتكاثر مع فتح الهجرة الغير شرعية عبر حدودها الجنوبية ، وبالرغم من وضعها المالي بالنسبة للدين المهول الذي عليها في الداخل والخارج. ويمكنها تخطي ذلك لو تمت السيطرة على الصرف الحكومي وعلى كم الفساد المستشرى في جميع مفاصلها بما فيها القضاء والمجالس التشريعية والسلطة التنفيذية الفدرالية ، غير النفوذ الخارجي من دول كثيرة ، وأقواهم النفوذ الصهيوني. بجانب الدور الكبير والمؤثر الذي تلعبه الشركات العملاقة مثل بلاكروك وفانجارد. (١) https://www.independentarabia.com/node/450711/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%83%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D8%A3%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%B1%D9%88%D8%A9 مع صعود قطب جديد للساحة الدولية وظهور إقتصادات واعدة في هذا القطب مثل إقتصاد الصين وكذلك إقتصاد الهند ، فهذا القطب الجديد أصبح له ثقل في التجارة العالمية ، والتي أكيد تؤثر على قوة الدولار الذي هو السند الأكبر لنفوذ أمريكا العالمي. وكون أن أغلب بلاد العالم الآن تفضل التعامل مع هذا القطب الجديد ، فهذا هو سر إضعاف أمريكا. لكنها مازالت قوة لا يستهان بها خصوصاً لكمية الشر التي لدي حكامها الخفيين وقدرتهم على الخداع والغدر. ولو تم توازن بين قوة القطبين فسيكون هناك تغيرات كثيرة جداً في العالم وفي أوضاع بلاد كثيرة ليس أقلها وضع إسرائيل. تاريخ إسرائيل معروف أنها كيان إختلق عنوة ليكون بمثابة الشوكة في حلق الشرق الأوسط وأيضاً القاعدة التي تنطلق منها جيوش امريكا للشرق الأوسط وحتى للشرق الأقصى. وبالرغم من أنها بدأت على أنها بلد ديمقراطي ، إلا أنها حُكِمَت من اليهود الأشكيناز وهم من أصول وسط أوروبية وليسوا من الشرق الأوسط. ولذا فأكذوبة أن اليهود هم الساميون ، أخترعت كوسيلة لابتزاز باقي العالم ليرضخ لفكرهم أنهم مميزين ولابد أن يعاملوا بتمييز دوناً عن باقي الدول والشعوب. وهؤلاء الاشكاناز هم سلالة الخزار والذين يلقبون ب”البذرة القذرة” والذين ورثوا كل الشر الذي تأصل في أجدادهم على مر العصور. (٢) https://www.facebook.com/100064799560405/posts/pfbid0ssoWPMWbpPDXSvsT53fWwYiQZjfvgnYyYPnh6fv5zzU6BQchN7MewmXpBaVhPvDKl/? وتأصلت فيهم أيضاً القدرة على الخداع والمراوغة وقلب الحقائق لكي يبدوا وكآنهم هم الفضيلة مجسمة ومن يعادونه هم الشياطين على الأرض. ولديهم كم من الذكاء والخبث الذي ساعدهم على التعرف على أحسن الوسائل المستخدمة في التأثير على العقل الجمعي وهو الإعلام. وإستخدموه ببراعة لتنفيذ أغراضهم. وتلاعبوا بالألفاظ كي يتمكنوا من إقناع الغالبية العظمى من الناس بأفكارهم بعد إعطاء معاني خاصة لألفاظ بعينها واعتبار أن أي أنتقاد لإسرائيل هو معاداة للسامية التي تطبق فقط على اليهود بالرغم من أن العرب أيضاً من الساميين. (٣) https://www.facebook.com/434856873287111/posts/pfbid02ZkeuRTHeprbkVseYNPRxZ11zvKfG7h4NwVntxtwJ9mhML69QzU2aRUmvzau9HiGFl/? ولكن الرب يمهل ولا يهمل وإنقلب السحر على ساحر باختراعهم وتعميمهم للإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي التي أصابتهم في مقتل بنشر سبل التواصل بين الأفراد دون رقابة منهم مما جعل الأفراد قادرين على تأكيد أو نفي أي شئ يقوله الإعلام المؤسسي وذلك عبر من هم موجودين داخل الحدث وعبر تليفون محمول وشبكة للإنترنت. وهذا الإختراع أسرع في الإخلال بتوازن القوى بين حكام العالم الخفيين والشعوب التي يريدون التحكم فيها. وهو الذي جعل المعلومات تصل بسرعة وبدون تعتيم أو تحريف للشعوب وكُشِفَت هذه المافيا للكثير من الشعوب التي كانت مغيبة بفعل الإعلام المؤسسي وسيطرته. (٤) https://www.helsinki.fi/en/news/fair-society/trust-mainstream-media-weakening-cause-concern-also-finland وهذه الظروف هي التي كشفت حقيقة إسرائيل. ولذا حاولت المداراة عليها بقطع الإنترنت عن غزة ، ولكن إدراك كتائب القسام أهمية الإعلام جعلتهم يهتموا بهاذا السلاح في هذه المعركة المصيرية بالنسبة لهم وجعلت ذراعهم الأعلامية من أهم الأسلحة التي تساعد في الأنتصار في هذه الحرب. (٥) https://youtu.be/w3HqsFsSurk?si=sKTELfy2CHIZBqnC مع إنتشار الفيديوهات التي تنشرها كتائب القسام عن تلاحماتها مع الجيش الاسرائيلي ، تفتتت أسطورة الجيش الذي لا يقهر. وبدأت الأعداد الحقيقية لكم القتلى من الجيش الإسرائيلي تنتشر. والأكثر بدأت أخلاق الجنود انفسهم والعقيدة الإسرائيلية المتبعة في الجيش ، تظهر كم التعصب والكراهية والوحشية التي يمارسها هذا الجيش ضد الفلسطينيين. فالجندي الذي فجر منزل بمن فيه كهدية عيد ميلاد أبنته الطفلة ، والجندي الذي حطم متجر من التماثيل والأواني الزجاجية ، والجندي الذي دنس المسجد بدخوله بحذائه وأذاع الصلاة اليهودية من منبره ، والجنود الذين قتلوا إثنان من الفلسطينيين بتعذيبهم بسلاح السونكي قبل قتلهم بالطعن ، وأخيراً الفضيحة الكبرى للجنود الذين قّتّلوا ثلاثة من المخطوفين الإسرائيليين الذين تمكنوا من الهروب من حماس وإستسلموا برفع راية بيضاء ، فقتلوهم الجنود الإسرائيليين. وهذا أكبر دليل على إقترافهم جرائم الحرب حتى على أصغر مستوى من الرتب العسكرية وهذا إنعكاس لأخلاقهم وعقيدتهم. فحتى من يستسلم لهم يقتلوه ، وهذا عاد عليهم بالوبال لانهم قتلوا بنى جنسهم وإفتضح أمرهم عالميا. يمهل ولا يهمل. (٦) https://ar.timesofisrael.com/%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%84%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84/ أحد السيناريوهات التي يروج لها الكثير من المحللين الغربيين ، بعد كل هذه الفضائح لكل من إسرائيل وأمريكا ، هي بأن البلدان أصبحتا معزولتان عن باقي بلاد العالم الذي يراهما على أنهما مارقتان ولا يلتزما بالقانون الدولي الحاكم للجميع. أصداءً من تاريخ المافيا الخزارية التي هي أصولهم. ولكن الوقت غير الوقت ولن يتم القضاء عليهم كما حاولت بلاد القرن ال١٢ ، ولكن هناك طرق حديثة لتحجيم مثل هذه البلاد المارقة وهي العقوبات الدولية التي يمكن ممارستها بناءً على القوانين الدولية. فلن تكون مثل العقوبات الإقتصادية الأحادية من جانب أمريكا التي أصدرتها ضد روسيا وهددت باقي العالم بالقوة لإجبارها على الإلتزام بها ، بل ستكون عقوبات ليست إقتصادية فقط ، بل وأدبية وسياسية ومن كل نوع يجيزها القانون الدولي ، قد ترتقي إلى التدخل العسكرى من قوة مؤلفة من عدة دول تحت لواء الأمم المتحدة. وهذا التكتل لدول العالم ضد الدول المارقة هو الرادع الأكبر لأي دولة تتحدى القانون الدولي. (٧) https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA_%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9 التخوف الأكبر لدي مساندي إسرائيل من هؤلاء المحللين هو إنهيار كيانها من الداخل. وعادة هذا هو نوع الإنهيار الذي يقضي على أي دولة أو إمبراطورية. فإنهيار الأخلاق هو أول إشارة نحو إنهيار هذا البلد. وإسرائيل دولة مصطنعة زرعت عمداً في غير بيئتها وبدأت حياتها بشكل غير طبيعي وعدائي. ولكن تطورها إلى دولة إستعمارية شرسه في تعاملها مع من تستعمر أراضيهم ، ثم تحولها إلى التعصب الديني القوى وإنتقال الحكم من ديمقراطي إلى حكم ثيوقراطي (أي أن القانون المطبق هو قانون الدين وليس القانون المدني حيث يعامل المواطنين كلهم سواء)، وبذلك يميز في التعامل مع اليهود عن التعامل مع المسيحيين والمسلميين. وحتى اليهود الإسرائيليين هناك تمييز بين الأشكناز (من أصول أوروبية) والسفراديم من أصول أخرى غير أوروبية. ولذا فهي دولة عنصرية بإقتدار ، وبالتالي فهناك حزازات داخلية بين الفئات المختلفة والتي هي الشرارة الأولى لإنقسام أي مجتمع وبداية نهاية أي كيان تدب بينه الإنقسامات كما نرى أمثله كثيرة لدول إنهارت ، ولكن بفعل فاعل ، مثل ليبيا والسودان والصومال واليمن وحتى قبل ذلك يوغوسلافيا والإتحاد السوفييتي، والفاعل هو الغرب بغرض التفتيت والسيطرة. (٨) https://youtu.be/hsC_zlIDhb0?si=SjE2nrTV8Rr37A61 تخوف المحللين هو من إنهيار إسرائيل من الداخل لهذه العوامل وأيضاً لضعف نفوذ أمريكا التي لن تتمكن بعد ذلك من حمايتها من القانون الدولي. والنتيجة الحتمية هي أن أغلب المستوطنين الذين يعيشون الآن في إسرائيل سوف يقررون العودة للبلاد التي أتوا منها لأن العيشة في إسرائيل ستكون صعبة خصوصاً مع تطبيق عقوبات دولية عليها مثل إجبارها على إعادة إعمار فلسطين التي دمرتها. ومع هجر السكان للبلد ستنهار وغالبا مع مرور الوقت ، والزيادة السكانية الكبيرة للفلسطينيين ، سيعود السكان الفلسطينيين للإستيطان في أراضيهم التي كانت قد نهبت منهم. وبدلاً من محو إسم فلسطين من على الخريطة ، سوف يمحى إسم إسرائيل الكيان المصطنع والذي لن يبقى أكثر من ٨٠ عاماً كما يعتقد عدد كبير من اليهود. فهل يمكن أن تعود فلسطين لأهلها بنفس وتيرة الاستيطان والذي ينقلب إلى هجرة لليهود خارج فلسطين؟ كما نرى في الصورة اسفل المقال. (٩) https://www.ajnet.me/news/2022/5/7/%d8%a5%d9%8a%d9%87%d9%88%d8%af-%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d9%83-%d9%85%d8%aa%d8%ae%d9%88%d9%81-%d9%85%d9%86-%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%85%d9%86 ولكن هناك آخرين يعتقدون أن إسرائيل باقية لأنها لديها رادع القنابل النووية. وقد يكون إعتقادهم ذلك مبنى على شئ من أمنياتهم ببقائها أكثر منه على الواقع الذي يشير إلى كم الكراهية والغضب الذي يكنه أغلب جيرانها لها. وفرصة بقائها صغيرة مع إنحلال الأخلاق وتلاشي التدين الداخلى في إسرائيل. وطبعاً هذا السيناريو قد يختلف تماماً لو في خلال الأسابيع القادمة تغيرت الصورة على الأرض وإنتشرت الحرب لتصبح حرباً إقليمية ثم تتطور إلى حرباً عالمية ، فكل هذه التكهنات تتلاشى ويبدأ سيناريو جديد تماماً لا يمكن حتى التكهن به. وخصوصاً مع تكوين التحالف من أغلب الدول الغربية “لحراسة التجارة” في البحر الأحمر ، فهذا مؤشر غاية في الخطورة وقد يعد واحد من أهم الإشارات للاستعداد للحرب العالمية والتي يبدو أنها ستبدأ في الإندلاع بين أمريكا وإيران وتستهدف الممرات المائية للتحكم في تدفق التجارة العالمية. من المعروف أن قناة بنما قد جفت ولذا أصبحت لا تعمل ، والآن هناك عدد حوالي ٣٠ سفينة حربية عند باب المندب وقريبة من مضيق هرمز. فالمتبقي مضيق ملقا ومضيق جبل طارق لشل حركة التجارة العالمية. تبلور الاحداث خطير جداً وربنا يستر. أخر الأخبار بعد تكتل سفن الغرب (والبحرين لأن بها أكبر قاعدة أمريكية بحرية في الشرق الأوسط) لمنع الحوثيين من إيقاف السفن الإسرائيلية من المرور وإجبارها على أخذ طريق رأس الرجاء الصالح ، بدأت الشعوب تساند اليمن وتظهر تأييدها لذلك في مواقع الإتصال الإجتماعي ، ولكن بلد هام جداً أتخذ قرار عملى للمساعدة. فقد قررت ماليزيا عدم السماح للسفن الإسرائيلية من الرسو أو التزويد بالوقود في بلادها. وهذا قرار فعال جداً في زيادة مصاريف النقل لإسرائيل وبالتالى يؤثر على إقتصادها وإمكانياتها الإستمرار في الحرب ، حتى بمساعدة أمريكا. (١٠) https://x.com/drloupis/status/1737557574898393456?s=61&t=ZJfq5oX8Rp7qRCKV_-euSw قد يتكتل الغرب لمساعدة إسرائيل ، لكن الآن يتكتل العالم لإيقافها. حفظ الله العالم من ويلات الحروب.
. تويتر يحذف حساب اليوتيوبر السعودي ماهر موصلي بعد صناعته لفيديو عن مجزرة غزه المستمره حتى اللحظه، الفيديو رائع بل من اعظم الفيديوهات اللي تم صنعها من بداية الأزمه ويقوم بالمقارنه بين النازيه و الصهيونيه و بين هتلر و نتينياهو و كذلك عن دور هوليود في تصدير صوره مغايره للحقيقه عن الصهاينه ارجو دعم ماهر موصلي وايصال الفيديو للعالم اجمع لانه اختصر الكثير، أتمنى من كل من يصله هذا الفيديو ان ينشره على أوسع نطاق ليصل إلى جميع أنحاء العالم ليعلم من يتهم حماس والفلسطينين بالإرهاب من هم الإرهابيين ويكون لنا جهاد في سبيل الله بنيه خالصة لوجهه الكريم ومحاولة إيصال الحق الي أهله، اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد. اللهم تقبل عملنا هذا خالصا لوجهك الكريم
وجهة نظر العالم عند هجوم حماس على إسرائيل في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ قامت الآلة الإسرائيلية الإعلامية بهجمة شرسة على حماس لتتمكن من ترك إنطباع أولي لدى العالم أن ما يحدث هو هجمة إرهابية متوحشة على سكان مدنيين أبرياء وعزل حيث تم تعذيبهم وخطفهم وقتلهم من المهاجمين بشكل وحشي يثير اشمئزاز وغضب أي أنسان سوي ولديه ذرة من العقل والعدل. ولذا فكان رد فعل العالم وخصوصاً في الإعلام الرسمي هو الإدانة الكاملة لحماس على أنها منظمة إرهابية. ولكن هذا الوضع لم يستمر طويلاً. وقد يرجع ذلك جزئياً إلى العمل الطويل للفلسطينيين في التعريف بقضيتهم عبر التحرك السلمي للمقاومة للاحتلال عبر مطالبة العالم بمقاطعة شراء البضائع التي تبيعها إسرائيل والتي أصلاً هي مغتصبة من غزة والضفة والتي تتربح منها إسرائيل فقط. وكان إختصار أسم هذه الحركة (BDS Boycott, Divestment and Sanctions ) والتي لم تتضمن المقاطعة عن الشراء ولكن أيضاً الخروج من أي شراكات مع الشركات الاسرائيلية التي تقوم بهذه التجارة ووضع عقوبات على هذه الشركات. وبدأت الحركة يكون لها وقع في الغرب الذي بدأ يتفهم الوضع الفلسطيني. ولكن سرعان ما حاربتها الصهيونية العالمية بنفوذها في الغرب فتمكنت من إستصدار قوانين في البلاد الغربية ، وخصوصاً أمريكا ، لمعاقبة أي فرد من هذه الشعوب يقوم بمقاطعة أي منتج إسرائيلي وهذا بمقتضى قانون بلده. وقد يكون هذا التصرف الصهيوني الذي أثار لدي الشعوب الغربية إنتباههم لمدى السلطة التي لدي اللوبي الصهيوني على حكوماتهم وبدأت بعض القلاقل في البلاد الغربية ضد حكوماتهم العولمية والتي تطبق آجندة النظام العالمي الجديد والتي في أساسها الصهيونية العالمية التي تريد السيطرة الكاملة على العالم. (١) https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B7%D8%B9%D8%A9_%D9%88%D8%B3%D8%AD%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA_%D9%88%D9%81%D8%B1%D8%B6_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA ولذا عندما تم هجوم حماس في ٧ اكتوبر لم يأتي من فراغ بالنسبة لشعوب العالم التي كانت قد تعرفت على الوضع الفلسطيني على أنه الإحتلال المسلح الأخير في العالم ، وذاقت طعم الإذلال الذي يمكن للنفوذ الصهيوني أن يفرضه على الشعوب عبر تحكمه في حكوماتهم. ولذا ، وبالرغم من البروباجندا القوية التي إستخدمت في أول الأمر ضد حماس ، لم يصدقها الكثير من الشعوب لوجود هذه الخلفية لديهم عن الصهاينة ، ولمتابعاتهم للإنتفاضات المختلفة التي قامت بها فلسطين ضد الإحتلال والهمجية الشرسة التي قوبلت بها من إسرائيل. وعندما بدأت كتائب القسام تفعل أداتها الإعلامية – والتي قد تكون من أقوى أسلحتها في هذه الحرب – بدأت شعوب العالم ترى صورة مختلفة تماماً عما حاول الإعلام المؤسسي بثها. وبدأت الشعوب تتعاطف مع الفلسطينيين وتنقلب على إسرائيل ووحشيتها في التعامل مع الشعب الأعزل المحتل والذي عاش لمدة ١٦ سنة فيما قيل أنه أكبر سجن مفتوح في العالم. عندما يغضب الرب على الإنسان فهو يسلطه على نفسه. وهذا تماماً ما حدث في تفاصيل كثيرة في هذا الوضع. فكلما اذاعت إسرائيل كذبة عن وحشية حماس في تعاملها مع الإسرائيليين ، إتضح بعد وقت قصير أن هذه الأفعال إنما تقوم بها إسرائيل وتتهمها في حماس. كانت أول كذبة تكشفت هي أن حماس قتلت ١٤٠٠ إسرائيلي مدني أعزل في هجمتها في ٧ أكتوبر ، وخطفت الكثيرين منهم وهدمت المنازل وأحرقت السيارات بمن فيهم. ولكن بعد بضعة أيام كشفت الصحافة الإسرائيلية كذب ذلك وإضطرت الحكومة أن تقر بالحقيقة أن من قام بالقتل والحرق وهدم المنازل على قاطنيها في المستوطنات كان الجيش الإسرائيلي وسلاح طيرانه. وبذلك نرى أن أول كذبة كشفت وإتضح أن من قام بالوحشية كانت إسرائيل وليست حماس. الكذبة الثانية كانت عن نحر حماس لرقاب ٤٠ رضيعاً. وأثارت هذه الكذبة إشمئزاز وهلع الكثير من الشعوب. ولكن عندما أعلنها بايدن كمثال على وحشية حماس ، إضطر البيت الأبيض نفي هذه الرواية التي لم يكن هناك أي دليل على صحتها وظهر بعد ذلك أنها روجت من مكتب نتنياهو نفسه. ولكن بعد ذلك ببضعة أسابيع أظهر الإعلام العالمي الجنود الإسرائيليين الذين حاصروا مستشفى الشفا وأجبروا روادها وأطقمها الطبية والمرضى واللاجئين لها من مغادرتها بعد أن قطعوا عنها الكهرباء ، وظهرت صور الأطفال حديثي الولادة عندما أخرجوا من حضاناتهم ليتركوا ليموتوا بناء على تعليمات الجيش الإسرائيلي. وهنا كانت الأدلة ملموسة بالصوت والصورة على قتل الإسرائيليين لهؤلاء الرضع. ثم بدأت مشاهد جثث الأطفال ، التي تناثرت في كل أنحاء غزة جراء القصف العشوائي ، والتي زادت أعدادها وصور المقابر الجماعية التي دفنوا فيها وآلام الأباء والأمهات الذين فقدوا أبنائهم جراء القصف الوحشي للمنازل والمستشفيات والمدارس ودور العبادة. وبدأت شعوب العالم تغضب وتتحرك في مظاهرات إحتجاجية تطالب بوقف فوري لإطلاق النار حتى تتوقف هذه الوحشية. ثم بدأ مسلسل إيقاف صدور قرارات ملزمة من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار وذلك بتدخل أمريكي وبريطاني وفرنسي في أول الأمر بحجة عدم إدانة حماس في هذا القرار. ولكن عندما قدم قراراً آخر يدين حماس ، قبلته فرنسا وأحجمت بريطانيا عن التصويت ولكن رفضته أمريكا لأنه لا يعطي “حق الدفاع عن النفس” لإسرائيل. وبدأ هنا يظهر التحيز الواضح الأمريكي لأنه حق الدفاع عن النفس مكفول لمن هو تحت الإحتلال وليس لمن يقوم بالإحتلال. ولكن المجتمع المدني لم ييأس. وبدأت التحركات الدبلوماسية بالمؤتمر الدولي للسلام الذي عقد في القاهرة بعد أسبوع من إندلاع الحرب على غزة. وتمكنت الدول الغربية الحاضرة من إفشال إصدار قرار موحد يطالب بوقف إطلاق النار. ولكن عرض هذا المطلب على الجمعية العامة للأمم المتحدة وتم تمريره بأغلبية الأصوات بالرغم من وجود البعض الذي صوت ضده والبعض الآخر الأكثر الذي فضل الإحجام عن التصويت. ثم نصحت روسيا السعودية بدمج القمة العربية والقمة الإسلامية في قمة واحدة لتكون أكثر تأثيراً في قراراتها ، وفعلاً صدر البيان الختماني بعد يوم واحد من الإنعقاد ، به توصيات قوية تلائم الموقف الحالي للأزمة التي كانت في أولها. وبدأ العمل الممنهج من لجنة متخصصة ، من وزراء خارجية بعض الدول زائد المنظمة الإسلامية ، في إتخاذ خطوات دبلوماسية لحشد دول العالم وراء المطالبة بوقف إطلاق النار. وفي إجتماع الجمعية العمومية التالية كان عدد الدول الموافقة على وقف فوري لإطلاق النار قد وصل إلى ثلثي عدد الأعضاء وتقلص كثيرا عدد من أحجموا عن التصويت وعدد من رفضوه. وفي آخر إجتماع لمجلس الأمن لطلب الوقف الفوري لإطلاق النار كانت أمريكا البلد الوحيدة التي عارضته بحجة أنه قد يؤدي لإندلاع الحرب مرة أخرى. (٢) https://youtu.be/C67yymsRY2Y?si=DWue_Yqu0ixRIi8n وهذا الموقف الأمريكي وضعها في مازق عالمي ، إذ أنها أصبحت في مرمى الإتهامات الموجهة لها بأنها متواطئة في جريمة الإبادة العرقية للفلسطينيين تماماً كما تتورط إسرائيل في ذلك. وزاد الغضب والكراهية لأمريكا بقدر كبير مثلما هو موجه لإسرائيل. وبدأ الكثير من العاملين بالإعلام الموازي يتكلمون بصراحة عن تورط أمريكا المباشر في هذه الجريمة الدولية ، وبدأ غضب الشعوب وخصوصاً الشعب الأمريكي يؤثر على السياسة الأمريكية الخارجية. بايدن ومعه بلينكن وساليفان ونيولاند بمساندة بعض أعضاءً من مجلس الشيوخ مثل ليندسي جراهام ، هم المتزعمين فريق الصقور الذين يريدون الحرب وتوسيعها لتشمل إيران. ولكن هناك آخرين في وزارة الدفاع (البينتاجون) وحتى في البيت الأبيض ، يقفون بالمرصاد لهذا التوجه ، والكثير في الإعلام الموازي الذين يجاهرون بعدم قبولهم لفكرة دخول أمريكا إلى حرب مباشرة مع إيران ، مثل الكولونيل دوجلاس ماكجريجور والمفتش السابق سكوت ريتر والقاضي أندرو نابوليتانو. أما باقي العالم ، وعلى رأسهم كل من روسيا والصين ، وخصوصاً في إطار منظمة بريكس بأعضائها الجدد ، بدأت في التحرك الدبلوماسي القوى لمحاولة الوصول إلى قرار ملزم من الجمعية العمومية للأمم المتحدة بإيقاف فوري لإطلاق النار. ولذا نجد أن أمريكا بدأت تغير من موقفها من إسرائيل جراء الضغوط العالمية وخصوصاً الضغط من الشعب الأمريكي في عام به إنتخابات رئاسية. ولذا أعطت إسرائيل مهلة عدة أسابيع للإنتهاء من العملية العسكرية ووقف القتال. ورفضت إسرائيل. وما أثار غضب الأمريكيين هو عندما تحايل بايدن على القانون الأمريكي الذي ينص على أخذ موافقة الكونجرس لإرسال أسلحة لأي بلد ، وذلك بإرسال أسلحة وذخائر فتاكة لإسرائيل تحت غطاء أنها لأسباب طارئة للحفاظ على أمن أمريكا. وكان على بلينكن أن يحلف بذلك ليمرر هذه الصفقة. وبدأت كل البرامج تنعت طاقم بايدن وبايدن نفسه بالمجاهرة بالكذب والذي يثير غضب العالم على أمريكا والذي يجعلها مكروهة من أغلب بلاد وشعوب العالم. (٣) https://www.cnbc.com/2023/12/09/us-government-uses-emergency-authority-to-provide-tank-shells-to-israel.html خارج النطاق الضيق الإسرائيلي ، يرى باقي العالم ، بما فيهم أمريكا ، أن الحل الأمثل لهذه الأزمة هو تطبيق حل الدولتين. لأن وجود دولة لفلسطين سيغير الكثير من وضع الفلسطينيين الذين الآن يعيشون تحت الإحتلال الإسرائيلي ، والفلسطينيين في المهجر الذين ممنوعين من العودة لبلدهم. عندما تتكون الدولة الفلسطينية سيختلف الوضع وقد تنخفض حدة الغضب والكراهية بين الشعبين ، ولو أن ذلك قد يتطلب بعض الوقت. ولذا نجد أن مصر كانت قد إتخذت خطوة كبيرة في هذا الإتجاه ، حتى قبل ٧ أكتوبر ، عندما تمكنت من تحقيق كتابة أسم “دولة فلسطين” على خرائط صادرة من الأمم المتحدة. وهذه خطوة ليست بالهينة في الطريق للإعتراف الدولي بوجود دولة فلسطين. ستكون هناك عدة مراحل نحو الوصول للهدف المنشود وهو إعلان دولة فلسطين كدولة مستقلة وذات سيادة ولها حدود معروفة ولها عاصمة معروفة وتعترف بها باقي دول العالم ولها مقعد دائم في الأمم المتحدة. ومن أول هذه المراحل هي مرحلة وقف القتال. وبالرغم من عدم تحقيقه بعد ، إلا أن العالم كله يفكر في المراحل القادمة التي لابد من المرور بها قبل الوصول إلى حل الدولتين. الجانب الأمريكي عرض بعض من هذه الأفكار ، ولكن باقي دول العالم لم تأتي بعد بأي إقتراحات في هذا الموضوع سوي الإصرار على حل الدولتين. وقيل أن الآن الوقت سابق لأوانه لأن التركيز كله على وقف إطلاق النار. والأتجاه الذي يسلكه العالم الآن هو محاولة الوصول إلى قرار ملزم لوقف إطلاق النار ، لو تعذر عبر مجلس الامن لوجود أمريكا والفيتو ، فليكن عبر الجمعية العمومية وهذا ممكن تحت ظروف خاصة لابد أن تستكمل حتى يصبح ملزم كما حدث عندما إتخذت الجمعية العمومية للامم المتحدة قراراً ملزماً دولياً بعدم الإعتراف بالقدس كعاصمة أبدية لإسرائيل كما كانت تحاول أمريكا ترسيخ الأمر. الإجماع الدولي ، خصوصاً عبر ضغط الشعوب على حكوماتها بدأ يؤتي بنتيجة فعلية. والوصول الآن لآخر السنة الميلادية ، بما يصاحبها من أعياد وإغلاقات طويلة وإجازات ، ستعطل العمل السياسي حتى بداية العام الجديد ٢٠٢٤. ومن المنتظر أن يبدأ النشاط الدبلوماسي بشكل واضح مع بداية العام الجديد من جهة الشرق حيث سيبدأ بوتن في رئاسة منظمة البريكس لهذا العام ، بشكلها المكتمل بالبلاد المتضمنة جديداً لها. وقد يرى العالم منظمة موازية في قدراتها لمجلس الأمن في منظمة بريكس ، والتي من المنتظر أن تصبح أكثر من منظمة إقتصادية فقط ، بل ويكون لها تأثير سياسة وكذلك تأثير عسكرى عندما تتطور إلى حلف. عام ٢٠٢٤ سيكون ملئ بالأحداث الدولية الكبيرة ، والعالم السوي كله يتمنى أن لا تندلع فيه الحرب العالمية الثالثة. مقال الغد عن السيناريوهات المطروحة لمصير فلسطين وإسرائيل بعد الحرب.
في عيون إسرائيل وأمريكا كانت إسرائيل واضحة في تصورها لغزة بعد الحرب ، معتبرة أن انتصار إسرائيل على حماس حتمي ، وأنه لابد من إفراغ غزة من أهلها – التي تعتبرهم كلهم موالين لحماس ليعاملوا معاملة حماس ، وتدمر غزة بحيث لا يمكن العيش فيها إلا بعد فترة طويلة من الزمن. ولذا كانت سياسة إسرائيل منذ ٧ اكتوبر ، وبعد الصدمة التي شلت أجهزتها لساعات فارقة ، هي الإنتقام الغير محدود في محاولة لمحو إراقة ماء وجهها أمام العالم. ولذا كانت التصريحات المندفعة والدالة على الغضب العارم ، والتي وصلت بهم إلى إرتكاب جرائم حرب بالإفصاح عن نيتهم. فكان تقريباً أول تصريح لوزير الدفاع هو بنصح أهالي غزة بالنزوح جنوباً إلى سيناء. وهذا تهجير قسري لشعب بأكمله وهذه جريمة حرب. ثم بدأت بإستخدام القوة المفرطة في الرد على الهجوم الذي مع مرور الوقت ظهر أنه كان مدبر بمنتهى الدقة وتم تنفيذه بحرفية شديدة وضرب إسرائيل في مقتل في كبريائها وصلفها وتعاليها وأظهر أنها ليست المارد الذي أوهمت العالم به ، بل هي مجرد خيال مآتة يطير من هبة رياح. (١) https://youtu.be/TEsGrR3-xgw?si=p79X-JKXq6RtH_mx ولأن الصدمة أفقدت إسرائيل توازنها فكانت تصرفاتها كلها عشوائية وكشفت الكثير عن نوعية التفكير والمشاعر الصهيونية وما يكنه حكام إسرائيل من الأحزاب المتطرفة من حقد وكراهية للفلسطينيين وللعرب وأن أمنيتهم هي القضاء عليهم جميعاً والإستمتاع بالأرض من النيل للفرات على أنها إسرائيل الكبرى اليهودية. وهذا ما قاله بصريح العبارة أحد الحاخامات اليهود مؤخراً. وهذا أيضاً ظهر في تصرف بعض الجنود الإسرائيليين عندما إقتحموا أحد المساجد ودنسوة بأحذيتهم ووقفوا يتغنون بأحدى الصلوات الخاصة بأحد أعيادهم من فوق المنبر. (٢) https://youtu.be/h1_NBVzvqvw?si=8fBBTmn9_CEW76ha الصفعة لكبرياء إسرائيل فتحت أبواب الكراهية والتوحش بداخل حكامها وبدأوا يتعاملون بما في داخلهم في تصرفاتهم. أولاً كم الكذب الذي بدأوا يروجونه عما حدث في يوم ٧ أكتوبر وأصبح التاريخ مقرون ب”حماس الإرهابية” والصراخ الإعلامي لإدانة هذه “الهجمة الإرهابية” حيث قتلت أعداداً لا حصر لها من المدنيين العزل وإختطفت أعداداً كبيرة منهم. والروايات عن أبشع أنواع القتل للأطفال الرضع ، وشق إبطان الحوامل ونزع الأجنة ، وعن القتل العمد للأطفال ، والإغتصابات للسيدات ، وبدأ العالم ينقلب على “حماس الإرهابية” حتى بدأت رويداً رويداً تظهر بعض الحقائق عن هذا اليوم عبر الناجين من المستوطنين الإسرائيليين أنفسهم، وعبر الأدلة التي تركت بعد إنتهاء المعركة ، من سيارات محروقة ومنازل مهدومة. (٣) https://youtu.be/-utDc_1F_kM?si=y1fPaYJD0n7l1086 وكانت الحقيقة أن من قام بأكبر عدد للقتل بين المدنيين هم الجيش الإسرائيلي الذي قتل مدنييهم ب”نيران صديقة”! ثم وضح أنه لم يكن هناك قتل لأي أطفال ، إلا طفلة واحدة قتلت بنيران الجيش الإسرائيلي. وحتى الآن تحاول إسرائيل الإيهام بأنه كانت عدة عمليات من الإغتصابات البشعة ولكنها لم تتمكن من إثبات أي منها ، بل كلها اقاويل وروايات. (٤) https://youtu.be/NFvoAQy3kfA?si=20ZjK54SdPyCSRzf وبدأ الرأي العام العالمي يتحور. وكان لذلك أثر سلبي كبير على قادة إسرائيل الذين أصروا على التخلص من الشعب الفلسطيني في غزة وبدأت الخطة للإنتهاء من هذه المشكلة. فبدأ القصف العشوائي على كل أرجاء غزة والهدم الكامل لكل ما هو مدني لأن حماس غير موجودة على سطح الأرض بل تتعامل عبر الأنفاق. (٥) https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1665084-%D9%82%D8%B5%D9%81-%D8%A7%D9%95%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D9%94%D9%8A%D9%84-%D9%84%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81-%D9%81%D8%A7%D8%AC%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8021 ولم يقتصر الأمر على هذا القصف الوحشي بل قطعت الكهرباء والماء والطعام والوقود عن أهالي غزة. وكان الكلام عندما إتهمهم العالم بالعقاب الجماعى وأن ذلك جريمة حرب ، أن هؤلاء كلهم متواطئين مع حماس وأن هدف الحرب التي أعلنتها إسرائيل على حماس تتضمن كل هؤلاء. إلى درجة إقتراح أحد أعضاء الحكومة قصف غزة بقنبلة نووية! ثم بدأ القتل الممنهج والتدمير المقصود لكل البنية الفوقية والتحتية التي تدمر أي مدينة كى لا تصبح آهلة للمعيشة. فإستهدفت المستشفيات أولاً وكله بذريعة أنها تستخدم من حماس على أنها دروع بشرية. ولكن الجيش الإسرائيلي بعد قصفه لهذه المستشفيات لم يجد أي دليل على وجود لحماس فيها أو حتى تحتها. وإستهداف الأطباء وعائلاتهم جزء من الهدم الممنهج للمجتمع. وكذلك إستهداف المدارس والمخابز ومحطات المياه والصرف الصحي وكل ما يمت بصلة لإستكمال حياة طبيعية. لأن الهدف الأكبر هو “حرق الأرض” كي لا يمكن لأي من الأهالي العودة للمعيشة. (٦) https://www.bbc.com/arabic/interactivity-67405210 ولكن ما لم تتوقعه الحكومة الإسرائيلية هو تصرف الأهالي. فبعد كل هذا القتل وكل هذا الدمار فمن الطبيعي أن يحاول أي شخص الهروب خارج هذا الجحيم. ولكن لم تضع الحكومة الإسرائيلية في الإعتبار أن الشعب الفلسطيني لديه تخوف أكبر من الموت وهو أن يصبح لاجئ. فهم رأوا ما حدث لمن شردوا من الجيل السابق وهذا بالنسبة لهم هو مصير أسوأ من الموت. ولذا عندما ساقت إسرائيل حشود الفلسطينيين من الشمال للجنوب ومن الجنوب إلى رفح وإنتظرت أن يهاجموا معبر رفح للدخول لمصر ، صُدِمَت الحكومة الإسرائيلية ببقاء الفلسطينيين في رفح غزة ولم يحاولوا الهروب لمصر. بل كل محاولاتهم هي للعودة مرة أخرى إلى غزة كي لا يصبحوا لاجئين. هؤلاء مدركين معنى الوطن. في الرابط التالي يحكي الدكتور غسان أبو سته ما مر به عندما ذهب للمساعدة في غزة بعد ٧ أكتوبر ، وما حدث لكل المستشفيات التي عمل بها ، من مستشفى المعمداني والشفا وغيرها ، والحالات التي مرت عليه وما إستشفه من أنواع الذخائر التي تستخدمها إسرائيل وتجرّبها على الفلسطينيين مثل القنابل الفسفورية الحارقة وأيضاً نوع من القنابل فتاك في بتر الأعضاء. . (٧) https://youtu.be/GQ_DSV7OK9E?si=gXsE-lOnSvKoFDwk ومع إرتفاع عدد القتلى من المدنيين ، وخصوصاً من الأطفال والنساء ، وضح هدف إسرائيل وهو الإبادة العرقية للشعب الفلسطيني. والجدير بالذكر أن تعداد الشعب الفلسطيني في فلسطين حوالي ٧،٣ مليون كما هو عدد الإسرائيليين. وبأخذ في الإعتبار أن إسرائيل تقوم بشكل دوري بما تسميه “قص العشب” أي قتل والتخلص من أكبر عدد من الشباب الفلسطيني كي لا يزيد عدد الفلسطينيين عن عدد الإسرائيليين ، ولا تجد المقاومة عدد الشباب المتطوع لها. وهذا عامل يؤرق الحكومة الإسرائيلية المتطرفة. ولذا فحين سنحت الفرصة تحاول الآن التخلص من أكبر عدد من الأطفال والنساء كي ينخفض عدد الفلسطينيين ولا يصبح تهديداً للوجود الإسرائيلي. أو حتى تسنح الظروف للتخلص منهم بشكل دائم. (٨) https://asharq.com/defense/70450/%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D9%81%D8%B4%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%B9-%D8%B4%D8%A8/ وبالرغم من عدم تقدم الجيش الإسرائيلي في هدفه القضاء على حماس ، إلا أن إسرائيل تتكلم على رؤيتها لما ستكون عليه غزة بعد الحرب. وتتكلم عن حتمية تواجد أمني لإسرائيل في غزة وإمكانية تشكيل تحالف من عدة دول عربية لحكم غزة ، وبعد بعض الإعتراض وافقت أن تنضم أيضاً منظمة التحرير لهذا التحالف. ولكن إسرائيل ترفض رفض كامل لفكرة حل الدولتين بالرغم من موافقة أمريكا عليها وأنها ما كان قد أقر به مجلس الأمن منذ عقوداً طويلة. وكل هذا متجاهلين رغبة الفلسطينيين أنفسهم ومتجاهلين أنهم لم يتمكنوا من القضاء على حماس بعد وأنهم لن يتمكنوا من ذلك لأن حماس هي “فكرة” للحرية والإستقلال ، والأفكار من هذا النوع لا تموت. (٩) https://www.elbalad.news/6039971 هناك عاملين يدفعا إسرائيل للتوجه إلى الحرب. العامل الأول إراقة ماء وجهها أمام العالم على أيدي منظمة للمقاومة التي أعطتها الفرصة لتنفيذ خطتها القديمة وحلم إسرائيل من اليهود فقط “من النهر للبحر”. أما العامل الثاني فهو تشبث نتنياهو بالحكم لأطول مدة ممكنة ومحاولة تسجيل أي نوع من الإنتصار قد يشفع له عندما يمثل أمام القضاء بعد الحرب. ولذا فهو يحاول بكل ما في وسعه أن ينشر هذه الحرب لتشمل أكبر عدد من الدول في الإقليم. هجمات إسرائيل على جنوب لبنان وإستخدامها الفسفور الأبيض المحرم دولياً إحدى محاولات نتنياهو جر حزب الله وبالتالي إيران للمعركة. وأغلب المحللين يقولون أن هدفها هو حزب الله لجر أمريكا في حرب مع إيران. أما المناوشات التي تقوم بها إسرائيل في ممر فيلادلفيا الذي يقع على الحدود مع مصر ، فهي عنصر آخر لمحاولة جر رجل مصر للحرب. ووقوع قطع من مسيرات في المجال الجوي المصري ، أدى إلى إستنفار الجيش المصرى وحشد جزء منه على الحدود مع إسرائيل ، خصوصاً بعد أستفزازها بالكلام على منطقة عازلة وتكون داخل الحدود المصرية. ولكن لقيادة مصر الثبات الإنفعالي الذي لا يجرها للحرب بهذه السهولة. ويدرك شعبها الأصيل أن الحرب هي آخر خيار. (١٠) https://www.ajnet.me/news/2023/10/13/%d8%a3%d8%b3%d9%88%d8%b4%d9%8a%d8%aa%d8%af-%d8%a8%d8%b1%d8%b3-%d9%85%d8%b5%d8%b1-%d8%aa%d8%b1%d8%b3%d9%84-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%b2%d9%8a%d8%b2 ثم فكرة تشكيل قوة مؤلفة من بعض الحلفاء لحماية الملاحة في البحر الأحمر والتي إستفزت إيران التي أفصحت عن أنها لها تواجد هناك ، هي تصعيد من نواع آخر. والجدير بالذكر أن هذا هو الأسلوب المتبع من أمريكا عندما تريد مهاجمة أي بلد ، فتقوم بإقتراح تأليف تحالف من عدة دول للقيام بما تقول أنه “حماية” ، كتغطية لغرضها الأصلى. وهنا تقول أمريكا أنها تريد “حماية” الملاحة في البحر الأحمر ولذا طلبت من أستراليا إرسال إحدى سفنها الحربية لتكون جزء من تحالف دولي للقيام بذلك. وفهمت إيران الغرض وردت بصريح العبارة أن محاولات أمريكا مفهومة وأنها تكتل القطع الحربية للإعتداء على إيران عبر الحوثيين. (١١) https://youtu.be/PbAoDEF2DYw?si=byrnNGsK86OIcroV وبعد التهديد بأن هذه القوة سترصد الحوثيين أعلن المتحدث الرسمي بأسمهم عن الخطة التي يطبقها الحوثيين بالنسبة للسفن في مضيق باب المندب وهي أنهم سيستهدفون السفن المتجهة لإسرائيل فقط وأن باقي السفن آمنة للمرور بسلام عبره. وان هدفهم هو حصار إسرائيل حتى ترفع هي الحصار عن غزة. أما بالنسبة لتأثر الملاحة في قناة السويس جراء ذلك فهو ضئيل كما أفادت إدارة القناة لأنه من ١٩ نوفمبر وحتى اليوم، تحولت ٥٥ سفينه وهي نسبة ضئيلة مقارنة بعبور ٢١٢٨ سفينة خلال تلك الفترة. (١٢) https://www.vetogate.com/5045195 ولكن أعلن لويد أوستين وزير الدفاع الأمريكي أمس عن تشكيل هذه القوة فعلياً من عدة دول تحت اسم “حارس الإزدهار”. والدول التي تشترك فيها هي: المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة. وتقع تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة فرقة العمل 153 التابعة لها، والتي تركز على الأمن في البحر الأحمر ولحراسة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن. (١٣) https://arabic.rt.com/world/1522128-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%B1/ تحاول ظاهرياً أمريكا أن تُلَجِّم إندفاع إسرائيل فيما تقترفه من مجازر وجرائم حرب في غزة ، ولكن إسرائيل تتجاهلها لأنها لديها السيطرة الأقوى على الكونجرس الأمريكي وحتى على المجتمع الأمريكي بشهادة ما يحدث الآن من إحراج رؤساء بعض الجامعات التي تظاهر طلابها مساندة لفلسطين وبدأت إسرائيل في حملة مضادة لذلك بإتهام رؤساء هذه الجامعات بالسماح بممارسات ضد السامية!! حتى أن أجبر أحد هولاء الرؤساء للإستقالة. وأثارت هذه الأوضاع موضوع أكثر حساسية وهو حرية التعبير في أمريكا وما مداها ، خصوصا أنها تعتبر الركيزة الأولى في الدستور الأمريكي الذي يكفل هذه الحرية. والان اللوبي الصهيوني يقوم بتقويضها. (١٤) https://dawnmena.org/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%AE%D8%B1-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%85/ إسرائيل التي أصبحت بلداً ثيوقراطياً يمارس التمييز العنصرى ، اليوم تتحدى أمريكا لأن نفوذها تغلغل لكل مفاصل هذا البلد الكبير جداً بالنسبة لإسرائيل. ولكن للصبر حدود. وبما أن بايدن يتضح يوم بعد يوم أنه لن يترشح لفترة رئاسة ثانية ، فقد يحثه بعض من مساعديه على إتخاذ موقف جاد مع إسرائيل وقد يظهر ذلك حول نهاية هذا الشهر ، بالرغم من أن إسرائيل تقول أنها ستحتاج لعدة أشهر للتخلص من حماس. ولكن كما قال “ماكس بلومنثول” في الرابط التالي ، فيمكن لأمريكا إيقاف حرب غزة بمكالمة تليفونية واحدة من بايدن يقطع فيها توريد الأسلحة لإسرائيل. وهذا بالتالي يضع أمريكا في وضع المسألة أمام العالم وأمام شعبها في تورطها الكامل مع إسرائيل في إبادة عرقية للشعب الفلسطيني. (١٥) https://www.youtube.com/live/ps6uQWZWR_E?si=HQxZwknlO8A-Kn24 الخلافات بين أمريكا وإسرائيل تخطت حدود تعامل إسرائيل العسكري مع غزة إلى رؤية ما سيكون الوضع بعد الحرب. فأمريكا ترى أن حل الدولتين هو الحل الأمثل لهذه المشكلة وفي ذلك تكون أقرب لوجهة نظر العالم عنها وجهة نظر إسرائيل التي ترفض هذا الحل جذرياً. ورفضها لهذا الحل يتمثل في أنه فات أوانه لأنه قد تم إستيطان أعداداً كبيرة من المستوطنين اليهود في الأماكن التي بمقتضى قرار الأمم المتحدة من المفروض أن تعود لفلسطين وهي داخل حدود ٤ يونيو ١٩٦٧. ولكن طبعاً هذا سيسبب الكثير من المعاناة لكل من عليه الإنتقال ، ولكن هذا تماماً ما قد حدث من الإسرائيليين ضد الفلسطينيين عندما احتلوا هذه الأراضي عنوة واستوطنوا فيها خرقاً للقانون. (١٦) https://youtu.be/pxbvuCr2Qq4?si=J6lE0v-Z4kApSnCh في الوقت الحالي التفكير هو فيمن سيحكم قطاع غزة حتى تتم التسوية الأخيرة وهناك بعض الأسماء المطروحة وبعض البلاد المرشحة أن تقوم بذلك. فالمطروح أن يقوم تحالف من مصر والأردن والإمارات بإدارة غزة ، وهناك أسماء بعينها من الفلسطينيين قد إقترحت لذلك مثل محمود دحلان ، أو سلام فياض رئيس وزراء السلطة السابق. ولكن كل هذه إقتراحات ولابد من قبول الفلسطينيين والإسرائيليين هذه المقترحات لكي تتم. (١٧) https://arabic.rt.com/world/1521568-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%AD%D9%83%D9%85-%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AE%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%B6-%D9%84%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8/ غداً الجزء الثاني: وجهة نظر العالم
من الواضح أن هناك إنقسامات داخلية لدى كل من الإدارات الأمريكية والإسرائيلية. وعندما يحدث هذا في وقت تخوض فيها البلاد حرباً خارجية ، يصبح الموقف في منتهى الخطورة ، ليس فقط على الإدارة الحاكمة ، ولكن أيضاً على البلد التي يحكمونها وبالتالي – في هاتان الحالتان – على سلم الإقليم والعالم. ظهر الانقسام في أمريكا منذ الخريف وعندما بدأت هناك أصوات تعلو بوقف تمديد أوكرانيا بالمال والسلاح لأنها من الواضح أنها غير قادرة على هزيمة روسيا. ولكنها ، في عرف هؤلاء ، قد قامت بالدور الذي أوكل لها من إستنزاف روسيا عسكرياً. بالرغم من أن روسيا لا تبدو وكأنها إستنزفت عسكرياً أو إقتصادياً ، لكنها ورطت في حرب لمدة سنتين وهذا أيضاً نوع من الإستنزاف. ووضح الإنقسام الداخلى في الإدارة الأمريكية عندما بدأ جزء من الإدارة يجفف من المساعدات لأوكرانيا عندما إندلعت الحرب في إسرائيل على غزة. ولكن الجزء الثاني دعى زيلينسكي لزيارة مجلس الشيوخ ، وهؤلاء هم الصقور من الحزبين الديمقراطي والجمهوري ، وذلك بالرغم من محاولة إدارة بايدن والبيت الأبيض الإبتعاد عن أوكرانيا والتعتيم على أخبارها التي تنعكس سلبياً على الإدارة وهذا هو ما لا تريده في سنه إنتخابات رئاسية. ومع زيارة زيلينسكي لم يجد ما يسره في البيت الأبيض ، بالرغم من الحفاوة التي لاقاها من مجلس الشيوخ. إنفصام في الشخصية السياسية لأمريكا اليوم. وهذا الإنفصام وضح أكثر في خلال شهرين من الحرب الإسرائيلية. كانت هناك بعض الهمسات على أن هناك بعض التقارير المخابراتية لا تعرض على بايدن من القائمين بالعمل في البيت الأبيض. وهذه التقارير هي الخاصة بما يحدث من الحوثيين بالنسبة للسفن في البحر الأحمر وباب المندب. ومن يحجب هذه التقارير عن بايدن يود أن لا يتصاعد الأمر لأنه مدرك أن من أمَرَ بنشر الأسطول الأمريكي في الإقليم هو بايدن نفسه ، وأن ميوله هي للتصعيد وللحرب. وهذا يتماشى مع ميول نتنياهو الذي يري في إنتشار الحرب في الإقليم فيه نجاته من عواقب وخيمة لكل ما فعله ويفعله في غزة وجنوب لبنان. إنقسام الإدارة الأمريكية هي إلى قسم يريد التصعيد في الحرب الدائرة في الشرق الأوسط بحيث تضم الهجوم على إيران ، والقسم الآخر الذي لا يريد ذلك لأنه يرى أن أمريكا ليست في الوضع الأمثل لخوض مثل هذه الحرب التي قد تنتشر لرقعة أكبر من ذلك بكثير ، وقد تتسبب في خسائر غير متوقعة لأمريكا. وهذا لا يعني أن هناك قسم شغوف بالحرب وآخر شغوف بالسلام ، بل يعني أن الإثنين شغوفين بالحرب ولكن القسم الأول غير مُقَدِر للعواقب الحقيقية لها على أمريكا في الوقت الحالي ، والقسم الثاني يرى الخطورة المحدقة بها ويريد تأجيلها للوقت الموالي لأمريكا كي تكون نتيجتها مضمونة في صالح أمريكا. والألاعيب التي تمارس من القسمين ليصل كل قسم لغرضه لها تأثير سلبي على السياسة الأمريكية سواء في الداخل أو في الخارج. في الداخل هناك محاولات من القسم الذي يحجب التقارير عن بايدن بالحفاظ على السلم في الإقليم بحيث لا تنتشر فيه الحرب وذلك للحفاظ للحزب الديمقراطي بشيء من المصداقية مع الجمهور الداخلى الذي سيقرر من سيفوز في الإنتخابات القادمة. وهذا القسم من الإدارة يرى مدي الخسارة التي أحدثتها هزيمة أوكرانيا للحزب الديمقراطي في عيون الشعب الأمريكي ، ولا يريد تورط آخر في حرب قد تستدعي دخول أمريكا مباشرة فيها – وأكيد خسارة شباب من جيشها – والتي سيكون لها واقع سلبي على الشعب الأمريكي قبل الإنتخابات. أما القسم الآخر الذي يريد إنتشار الحرب فكل ما يراه هو أن بعد حوالي ٤ عقود من الزمن قد سنحت الفرصة أخيراً للهجوم على إيران التي طالما كانت شوكة في جنب أمريكا في بسط سيطرتها الكاملة على الشرق الأوسط. ولا يأخذوا في الإعتبار أن الموارد الأمريكية قد إستُنزِفَت في حرب أوكرانيا عسكرياً ومادياً. وأن أمريكا نفسها الآن تعاني من نقص في أنواع مختلفة من الذخيرة ولديها أزمة مالية صعبة مع محاربة لهيمنة الدولار في التجارة العالمية. ومازال الإعلام المؤسسي المحكوم من الموالين للحرب يتعامل بطريقة الحث لها وقد استخدم في محاولة الوصول إلى بايدن حيث قامت صحيفتين ب”تسريب” أن التقارير الخاصة بما يحدث في البحر الأحمر ليست كلها تصل لمكتب بايدن. وبذلك يريدون الإيقاع بينه وبين من عملوا على حجب هذه التقارير عنه خوفاً من إتخاذه قرار بالتصعيد ضد الحوثيين وبالتالي ضد إيران. هذا موقف خطير جداً في الداخل الأمريكي قد يكون له عواقب كبيرة على السلم في الشرق الأوسط أو قد ينتج عنه البداية الساخنة للحرب العالمية الثالثة. أما الإنقسام في الداخل الإسرائيلي فقد بدأ من عدة أشهر عندما حاول نتنياهو تقويض القضاء بحيث يمكنه التحكم فيه سياسياً عبر القوة التشريعية. وكل هذا بدافع شخصي لكي يتمكن من الإفلات من الإتهامات الموجهة له ولزوجيته بالفساد المالي. وثار الشعب الإسرائيلي عليه في ذلك ، ولكنه رجل ذكي وسياسي مخضرم ومحاور قوي وتمكن من الإفلات من عواقب وخيمة لما يحاول عمله ببعض التنازلات من جانبه وبالكثير من التذكير للشعب أنه هو الذي يحمي إسرائيل وأنها تحت قيادته أصبحت من مصافي الدول في مجالات حديثة مثل الأمن السيبراني والتسييد في حماية الآخرين من الإختراقات السيبرانية. ثم حدثت واقعة ٧ أكتوبر التي مزقت هذه الصورة تماماً للشعب الإسرائيلي ، والتي كشفت له زيف كل ما أوهمه به نتنياهو من أمن وأمان عبر “الجيش الذي لا يهزم” وعبر المخابرات اليقظة والساهرة على أمنه ، وعبر التكنولوجيا الحديثة التي يمتلكون مفاتيحها وحدهم. وبضربة واحدة من هجمة من حماس وهي منظمة وليست جيش ، تمكنت من إسقاط هذا القناع وتعرية إسرائيل في صباح يوم واحد وهو ٧ أكتوبر. إكتشف الشعب الإسرائيلي أنه يعيش في عالم وهمي من الأمن والأمان وأن من هم مكلفين بحمايته غير قادرين على حماية انفسهم من الأصل. لا وبل يضحون بالمدنيين في سبيل محاولات إيقاف العدو. وكانت صدمة بشعة للشعب الإسرائيلي هزت جذوره الغير متأصلة في هذه الأرض المغتصبة ، فنتج عنها هجرة كبيرة للكثير من الإسرائيليين الذين عادوا من حيث أتوا. ولكن ما هز الكيان بالكامل كان تعامل الحكومة المتطرفة بشدة مع المواطنين أنفسهم. وظهر جلياً أن هذه الحكومة لا يهمها الشعب نفسه بل يهمها سيطرتها على الموقف حتى لو بالتضحية بالشعب. فتعامل الحكومة عبر الجيش في صباح يوم ٧ اكتوبر أوصح تطبيق عقيدة هانيبال حيث لم يُفَرِّق الجيش بين المدنيين الإسرائيليين ورجال حماس وتم قصف الجميع سواسية. والأعداد المهولة من القتلى في هذا اليوم كانوا من جراء القصف بنيران صديقة. وبعد ذلك تأكد للشعب عدم إكتراث الحكومة بمصلحته عندما بدأ القصف الوحشي لكل المناطق بما فيها المحرمة دوليا ، في غزة ، وبالرغم من وجود أسرى مدنيين بها من الإسرائيليين. فزاد غضب الشعب الإسرائيلي على حكومته وبدأت المظاهرات المعادية. وهذا البلد في حرب. وبما أن الحكومة مكونة من إئتلاف ، إلا أن معظمها من المتطرفين. ولذا فكانت أغلب القرارات عنيفة تشبع عطشها للدماء للإنتقام لللطمة التي أصابت كبريائهم. ولم تأخذ في الإعتبار رد الفعل العالمى ، ناهيك عن رد الفعل الداخلى على ذلك. وعندما أكملت الحكومة بتهور في نفس أسلوبها المعتاد من التصريحات العنترية عن سحق العدو وإبادته وإستخدام النووي ضده ، بجانب الكذب بشكل ممنهج وإتهامة بأبشع الجرائم المفزعة إنسانياً ، وآخرها كانت الجرافات الإسرائيلية التي جرفت الخيام التي بها الجرحي من مستشفي كمال عدوان ودفنتهم وهم أحياء. (١) https://x.com/drhossamsamy65/status/1736173146955223508?s=61&t=ZJfq5oX8Rp7qRCKV_-euSw لم تدرك أنها تتعامل في أجواء عالمية قد إختلفت عما كانت متعودة عليها من قبل وأن العالم قد أفاق من غفوته ولا يصدق ما تقوله إسرائيل ولا ما يبثه الإعلام الغربي. وكانت الصدمة عندما بدأت الحكومة وعلى رأسها نتنياهو أن كلامهم غير مصدق ، بل ويكذب علناً على المنصات الحرة مثل منصة X. (٢) https://youtu.be/uxzcKiSuJQw?si=cfDFidQUEhZUtK5A وبدأ بعض الإنقسام يظهر في داخل الحكومة ، سواء من أكثر المتطرفين والذين ورطوا الحكومة وأنفسهم في إتهامات بجرائم حرب عبر تصريحاتهم أو أفعالهم في القرارات التي أتخذها الجيش في تنفيذ الحرب على غزة ، أو من الشبه معتدلين الأقلية جداً في هذه الحكومة الذين حاولوا الإبتعاد عن هذه القرارات كي لا يُتَهَموا بالإجرام. ولكن الإنقسام الحقيقي بدأ يظهر بين الحكومة والشعب. وهذا إنقسام خطير. لأن الشعب هو نفسه الجيش وعندما يصل هذا التمرد للجيش وخصوصاً في وقت الحرب ، فهذه كارثة ، وتصيب أي بلد بالهزيمة الأكيدة. مع الوحشية التي تصدر من القيادة لينفذها الجيش بدأت هناك بعض حوادث العصيان. فقامت سرية بالإنسحاب من شمال غزة بدون أوامر وذلك بعد عدد القتلى الذين تكبدتها من جراء الكمائن المنصوبة لهم من حماس. وبالرغم من وجود الكثير من المجندين الإسرائيليين المتعطشين للثأر من حماس ، إلا أن نوعية القتال الدائر في غزة الآن ليس ما تدرب عليه الجيش الإسرائيلي ولذا فأفراده يقتلون بسهولة وبأعدادٍ في تصاعد ملحوظ بدأ يؤثر على الروح المعنوية للجيش والشعب. وهذا ما دعى القيادة إتخاذ خطوة عرض “اسرى من حماس إستسلموا للحيش الإسرائيلي” وهم أنصاف عراة زيادة في التنكيل وفي محاولة رفع معنويات الجيش والشعب. إلا أن حتى هذه الخدعة إنكشفت وزادت من يأس الإسرائيليين وزادت من غضبهم على حكومتهم. ولكن ما أثار غضب الإسرائيليين فعلاً هو عندما قام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار وقتل ثلاثة من المختطفين الإسرائيليين الذين حاولوا الإستسلام برفع راية بيضاء ، لكن أفراد الجيش الإسرائيلي أطلقوا عليهم النار لرعبهم أن يكونوا من رجال حماس. وأن يصل الحال لذلك بين الشعب والحكومة في الأوقات العاديه فهذا يشكل خطر على أي بلد ، ولكن عندما يحدث ذلك في أثناء حرب شرسة ، والجيش يستنزف بشكل واضح ولا يرى أي مكاسب ، فهذا نذير شؤم بالنسبة لهذا البلد. إضافة إلى ذلك المهاجمة من شعوب العالم بما فيهم من بني ديانتهم ، واخيراً القشة التي تقسم ظهر البعير ، إنقلاب الدولة السند الوحيد لها وهي أمريكا عليها ، فهذا وضع خطير جداً على حكومة مثل التي يترأسها نتنياهو ، والأخطر أنه هو نفسه يرى كل ذلك وله دوافع شخصية أيضاً تحتم عليه التصرف بالطريقة التي ينقذ بها نفسه. تكمن خطورة الوضع هنا في إمتلاك إسرائيل لعدة قنابل نووية. وعندما تصل إلى أنها تشعر بأنها ظهرها للحائط ولا سبيل لها للخروج من المأزق ، فسوف تلجاء لأي حيلة تخرجها منه حتى لو كانت على حساب العالم. (٣) https://youtu.be/ozN8n2tZWjE?si=YXWu6gMPPjIEofJG الخوف اليوم من راية خادعة تقوم بها إسرائيل لإستدراج أمريكا لدخول في حرب مع إيران. أو قيامها بالاعتداء على أي من دول الجوار بشكل يستدعي الرد ودخول في حرب أوسع وبالتالي إدخال إمريكا إلى الحرب. كل ما ستقوم به إسرائيل من الآن فصاعداً هو محاولة إدخال أمريكا للحرب المباشرة. ومع وجود بايدن في البيت الأبيض ، لن يكون ذلك عسيراً. الاقليم ينتظر الشرارة التي تشعل الحرب العالمية الثالثة. حفظ الله العالم من الأشرار